View in Telegram
•|  إيثار الزِّحاف ومنع الصّرف  |• سألتني عن مثل قولِ الشّاعر: غلامٌ رماه اللهُ بالحسنِ يافعًا له سيمياءُ لا تَشُقُّ على البصَرْ أيُنشَدُ (سيمياء) منوَّنًا حتّى يحسنَ الوزنُ أم يمنعُ الصَّرفَ مع ضعفِه في الوزن؟ والجوابُ: أنّ عندنا أمرين: ❏ الأوّل: أنّ صرفَ الممنوعِ مِن الصَّرفِ لغةٌ في الشّعر معروفةٌ، بعضُهم يطردها في الشّعر ولا يبالي، بل بعضُهم ينقلُها لغةً في السّعةِ. ❏ والآخر: أنّ منعَ (سيمِياء) من الصّرف، يتّزن به البيتُ، ولا يضعُف، وغايةُ ما هنالك أنّ فيه زحافًا، يسمَّى القبض، يصيرُ به (مفاعِيلُنْ: مَفاعِلُنْ)، وهو مستعمَلٌ في شعرِ الجاهليّين والعربِ كثيرًا، وكأنّ المحدَثين ترَكوه إلّا مَن جارى أسلوبَ العربِ، وقد تكرَّر في مطوَّلة امرئ القيس، ومِن ذلك قولُه في صدرِها: ترى بعَر الأرآم في عرَصاتِها وقيعانِها كأنّه حبُّ فُلْفُلِ ثمّ قال: إذا قامتا تضـوَّع المسكُ منهما نسيمَ الصَّبا جاءتْ برَيَّا القَرنفُلِ فإذا تقرَّر هذا فإنّ أبا عثمانَ المازنيَّ قال في "تصريفِه": "الجُفاةُ الفصحاءُ لا يبالون كسرَ البيتِ لاستنكارهم زيغَ الإعراب" انتهى، يعني بكسرِ البيتِ ركوبَ الزّحاف، ويعني بزيغِ الإعرابِ الخروجَ عن قوانين النّحوِ إلى الضّرائرِ، والمرادُ أنّ أهلَ البداوةِ والأعرابَ يؤثرون الزّحافَ، ويقعون فيه، صيانةً منهم لأرفعِ الوجوهِ في الإعرابِ، وهو أهون عندهم مِن الخروجِ عن جادّةِ النّحو، ومفهومُ هذا أنّ أهلَ الحضرِ بخلافِهم. فإذا علمتَ هذا وأردتَّ ركوبَ الجادّةِ: فاترك الصَّرفَ في "سيمياءُ"، وإن كان يلزم عن ذلك زحافٌ لم يجرِ به لسانُك لأنّك لم تتفقَّدْه في شعر العرب، واعلم أنّ استثقالَ لسانِك له يحتاجُ إلى تلقينٍ، ولا يكفيك شاهدًا. وهكذا تفعلُ في كلِّ ما صحَّ وزنُه مع الزّخاف، ولو كان مزدوِجًا، فإنشادُه كذلك أولى مِن إتمامِ وزنِه بالخروجِ إلى ضرورة. والله أعلم. •┈┈• ❀ ❀ •┈┈• ❁ النُّتف
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily