هذه أيضًا مِن محاسنِ أبي المعالي، تولَّى الله جزاءَه، ما رأيتُ مَن كتَب مثلَها في معناها، ولقد شقَّقها تشقيقًا يكافئُ خاطرَ أبي المعالي السّارح، ويباري خيالَه السّابح، وكنتُ أودُّ المشاركةَ في ذلك المعنى إذ لاح في الأفق، ثمّ صدَفتْني عنه الصُّدوف، فلمّا اطّلعتُ على هذه رأيتُ فيها شفاءَ النّفسِ، والكفايةَ، ولا أدري كيف تفلّت منّي الزّمان دونَ إذاعتِها. فها هي نسيئةً لا ريبةَ فيها ولا ملام، إن شاء الله. ورحم الله عبدَه يحيى السّنوار، ورفَع درَجاتِه، وآنسه في عالَم الغَيب، وأخلفنا فيه والأمّةَ خيرًا، ما أشدَّ ما أمضَّ قلوبَنا، وأشجى نفوسَنا! ولقد رأيتُه قبل ليالٍ بحالِ نشاطٍ وعملٍ، وكان لي معه حِوارٌ وأمل.