﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا﴾
أكثر غلط الإنسان يكون من جهة السمع، لأنه أعمُّ وأشمل في إدراك المعلومات لكنه أقل تدقيقا وتفحُّصًا لها، ولذلك جاء في الترتيب أولا لأن نسبة الغلط من جهته أكبر.
ولذلك قال رسول الله ﷺ: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع».
وقال الإمام مالك: «إنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع».
ويليه البصر، فإن الإنسان قد يسمع عن الشيء ويراه لكن تقصر رؤيته عن الإحاطة بكل جوانبه، فتغيب عنه أمور تؤثر في فهمه للحوادث وحكمه عليها، ونسبة الغلط في ذلك أقل.
ويليهما الفؤاد، وهو العقل، فإن الإنسان قد يسمع عن الأمر ويراه، لكن يقصر عقله عن الجمع بين الأمور وتفهمها في سياقها وبذلك يختل حكمه عليها، ونسبة الغلط في ذلك أقل من سابقيها.
ففي الآية تنبيه على أن الإنسان يجب أن يحذر في جميع أحكامه على ما حوله، سواء سمع عن أمر ولم يره ولم يعقله، أو سمع عنه ورآه لكن غاب عنه جانب يؤثر في فهمه للحدث، أو سمع عنه ورآه ولم يطمئن قلبه لما فهمه منه، فإنه مسؤول عن كل ذلك.