تتعبُ أحيانًا من اللَّاشيء، تعاتبُك آياتُ كتابِ الله، وعيونُ المُصابِ الصَّغير، وتحبُّ لو أن تضمَّ المُرتجفِين منهم إليك، وتودُّ لو أن تأخذَهم كلَّهم لبيتِك، أو يأخذوكَ هُم إلَيهم. تنظرُ للمرآة فتستحي من ملامحِ وجهِك، ومن الابتسامةِ الصَّباحيَّة، وتكادُ -والله- تجاهدُ لاستكمالِ حديثٍ عابر، إذا ما استذكَرتَهم في البال. يا أهلَنا، وإخوانَنا، وأصحابَ الوجع، النِّداءاتُ لا تصل، ولا نحنُ نصلُ معها، والعجزُ أسدُ الميادين، لكن نحاول، كلٌّ من منبرِه، بما يفتحِ الله عليه. لكن ما أخشاهُ والله أن تدورَ بيننا الأيَّام، ونرى شحمَنا لحما، وإذا ما سئِلنا عمَّا فعَلنا، نمَنُّ أن قد دعَونا، فلا تغفِروا لنا.
يا مَن إذا صلى خفَّف وإذا كال طفَّف، وإذا دُعِى تخلّف، وإذا قيل له تُب سوّف، ما يؤثِّر عنده قول من حذَّر وخوَّف، ثم يطمع في لحاق الصالحين فما أنصف،
جَدَّ القوم وأنت قاعد، وقَربوا وأنت متباعد، كم بين راغب وزاهد، كم بين ساهر وراقد..