(نأكل مما نزرع) شعار عظيم يحقق
الأمن الغذائي للمجتمع!
خلق الله الأرض للإنسان وسخر له ما فيها،
ومن أجمل طرق الانتفاع بالمسخرات: الزراعة.
ذلك العمل الجميل القريب كثيرا من فطرة الإنسان، والذي يمد الإنسان بالغذاء الكافي والدواء الشافي والجمال الوافي.
الزراعة عمل صالح يخرج زينة الله
وطيبات رزقه..
الزراعة أمان من الفقر واكتفاء ذاتي...
الزراعة مهنة راقية جدا يتقنها صناع الحياة..
يغرسون الفسيلة ويضعون الجذور ويبذرون الأصول ثم في حلم وأناة وصبر وسكينة يتعاهدون زرعهم بالسقيا يوما بعد يوم ..حتى إذا آتت زروعهم أكلها انتفعوا بها ونفعوا الخلق.
الزراعة تخرج أجمل ما في الأرض مستعينة بغيث السماء، وهي بعكس الصناعة حالة قريبة من الفطرة والطبيعة والسماء.
الزراعة طول مدى وبعد نظر ،فأل وأمل، ومشاركة فاعلة في جمال الأرض وريشها.
الزراعة ارتباط وثيق بالرزاق، وتطلع دائم إلى السماء، وعناية تامة بالأرض.
الزراعة نموذج مميز للانسجام مع الكون والتوافق مع الحياة...
الزراعة اتصال بأسباب الحياة ماء وخضرة ..حتى صارت مثلا لأثر الوحي على القلوب.
الزراعة في عمقها شوق فطري إلى جنتنا الأولى التي عشنا فيها في الزمان الأول..
الزارع كالوالدين اللذين يرقبان وليدهما،
كذلك المزارع يرقب ثمر زرعه وينعه.
الزراعة إضافة رائعة لتكون الأرض مخضرة، وقد مر في مقال سبق تأثير الخضرة في النفوس.
النظام الزراعي كما يرى أحد خبراء التعليم نظام ملهم لمناهج التعليم الإنسانية.
وهذا رأي عميق جدا،إذ التعليم الحديث مبني على النموذج الصناعي المصمم للآلات، بينما لو بني التعليم على النموذج الزراعي لكان خيرا للإنسان وأقوم؛ لأنه يراعي خصوصية كل زرعة وتفردها ويترك لها المساحة لتنبت من كل زوج كريم حسب استعدادها وقدراتها.
الماء واحد والأُكُل متنوع...
الزراعة بعيدا عن ملوثات الجشع الرأسمالي تنتج طعاما طيبا هنيئا ملائما لتركيب جسد الإنسان، بل وتنشئ صيدلية متكاملة فيها لكل داء دواء بأيسر الجهد والمال.
الزراعة مصدر رئيسي للرزق يضمن للمجتمع تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء.
الزراعة إغناء للمجتمع عن الفقر إلى غيره، وأصل دائم للكسب والعطاء.
إن استخراج نبات أرضك يقوم مقام
( الأمن الوظيفي) ويحقق الاستدامة المالية التي تكفل لك العيش الكريم.
إن مما يعالج الغلو الصناعي ويعيد توازن الكفة تشجيع الزراعة ونشر ثقافتها والعودة إلى أراضينا،لا لنملأها بالاسمنت،بل لنزرعها فنأكل من ثمرها ونتداوى بنباتها ونسر بمنظرها وليصفو هواؤنا للتنفس.
إن الزراعة تتيح كذلك مساحة للحركة الطبيعية الفطرية للكبار صحة،وللأطفال متعة وقوة ونموا.
لقد اختنق العالم بالمصانع،وآن له أن يتنفس بالمزارع.
إن الزراعة تحقق الضرورات وتؤمّن الحاجيات بل وتشبع التحسينيات، وفيها أهم ما نحتاجه متاعا لنا ولأنعامنا.
إن النظام الصناعي الوظيفي لا يسع الناس جميعا، وإن جزءا لا يتجزأ من حل البطالة -المولدة للعنوسة بطبيعة الحال_يكمن في دعم الزراعة وإحيائها من جديد.
وإذا أردنا تحرير الإنسان فلندعمه ليزرع أرضه فيأكل مما يزرع فينال الاستقلال.