رابعة السلطات الثلاث( التشريعية والتنفيذية والقضائية) كما يقال سابقا (الصحافة) وهي فرع من فروع (الإعلام) فما بالكم بالإعلام في صورته الحالية؟؟؟!!!
من الآخر، أكثر ما ترى في البشر اليوم صنيعة(الإعلام)!
أفكار الناس ،مشاعرهم ،كلماتهم ،سلوكهم،استهلاكهم....الخ كل أولئك يشكله في المقام الأول(الإعلام).
منذ فجر البشرية والإعلام أصل في المجتمع البشري، مع اختلاف الوسائل والظروف والإمكانات.
ادرس الشعر عند العرب مثلا كيف كان وسيلتهم الإعلامية المؤثرة،وادرس البريد و وسائل النقل بين الشعوب والقبائل تجد كثيرا منها هدفه الإعلام ..
ثم لاحظ مجالس الناس رجالا أو نساء تجد أنها في غالبها(إعلامية)! إذ يشبع الناس فضولهم للأخبار والأحداث والإثارة والماجريات...
الإنسان إعلامي بطبعه!
تدبر حالك حين يقع لك حدث أو تسمع خبرا تجد أنك تسارع بشكل أو بآخر بأن تكون إعلاميا متطوعا بنشر الخبر قدر المستطاع.
الإعلام عادة بشرية نفسية اجتماعية مطردة عبر التاريخ...
وفي عصرنا الحديث قفز الإعلام قرونا ضوئية في أدواته وأساليبه ووسائله...
لقد تجاوز الحدود الجغرافية تماما،وتخطى الحواجز الزمانية كذلك...حتى صار يصل بين مشارق الأرض ومغاربها في ثواني معدودات!
وهذا وضع لم تعرفه البشرية أبدا في وجودها الأرضي! مما ولد فوضى عارمة في حياة الإنسان فردا وجماعة حيث انهمرت الأخبار والمعلومات والصور من كل حدب وصوب فأصابت الآدميين بحالة من الدوار والشتات والزحام الذهني المفضي إلى قلة التركيز وعدم الطمأنينة.
ذلك الإسهال الإعلامي والضغط الأخباري يسر على الناس التواصل من جانب،غير أنه في جوانب أخرى حرم أكثرهم راحة البال وسكينة الفؤاد.
وعلى كل حال فقد بات الإعلام عاملا رئيسا مؤثرا في حياتنا جميعا.
وإن أمرا بتلك الأهمية الكبرى يستحق المكوث طويلا وإعادة النظر في كيفية التعامل معه واستثماره فيما ينفع ولا يضر.
نحن الآن في طور جديد ومفصل مثير في جسد التاريخ، والإعلام في أكثر ذلك سيد الموقف!
الإعلام يصل إلى سريرك وإلى أعمق قناعاتك وتوجهاتك دون استئذان!
وحيثما وصل الإنترنت اشتد أثر الإعلام!
وكلما تطور الذكاء الاصطناعي تعاظم دور الإعلام!
إن البشرية اليوم بحاجة ماسة إلى مراجعات واعية لما أشيع في الإعلام خلال المئة سنة الأخيرة، إذ وقع فيها من الكذب والتضليل والتلبيس ما تشيب له الولدان!
على مستوى الفرد أو الجماعة.. كلٌ بحاجة إلى أن يهدأ ويقوم بجرد متأن لقائمة الأفكار والمعلومات التي تلقاها من الإعلام خلال القرن الأخير..لينصع طيبها وينفي خبثها. .
ثم نحن في ضرورة إلى بناء موقف واع متبين متثبت مستبصر فيما سيأتينا مستقبلا عبر الإعلام الجديد!
وكما أنه تحد صعب فإنه كذلك فرصة كبرى لنشر الخير وإحقاق الحق وبث الجمال.
علينا التعاون في حملة نظافة نكنس عبرها الأذى الإعلامي من طريق الناس، ونضع بدلا عنه الورد والطيب، وذلك يستلزم قوة في المهارة الإعلامية وأمانة في المضمون،،
لا بد من إحداث تراكم نافع يزهق الزبد فيجعله جفاء ثم يمكث في الأرض لينفع الناس.
كل واحد منا اليوم (إعلامي) شاء أم أبى،
ولا غنى عن أحد في تفعيل سنة المدافعة إعلاميا!
هناك الخبر الصادق،والتحليل الخبير،
الصوت الحسن،القلم البارع،التصميم الأخاذ،
والصورة المعبرة،والحوار المثري،
والمبشرات المحفزات،والتواصل النافع...وما إلى ذلك من فروع الإعلام ومجالاته...
والشباب والناشئة اليوم أمامهم مسؤولية ضخمة في هذا الباب،فهم أعلم به من الجيل السابق..
إننا اليوم أمام أعظم فرصة لصناعة التاريخ، وإن الإعلام أعظم أداة لذلك!
الإعلام الجديد مفتوح نسبيا،وفيه مساحات شاسعة يمكن التحرك فيها،فلا تحقر نفسك،
ولا تقلل من دورك،فربما لا تكون الكليم موسى،
ولكن رجل من أقصى المدينة يسعى..
ربما لا تقطف الثمرة،لكن حسبك المساهمة في الغرس..
أيها الإعلامي بفطرته،وبطبيعة زماننا:
الكرة في ملعبك،فأخرج كنوزك و فعّل مواهبك وتعارف وتعاون ليبلغ إعلام الخير الآفاق، وتلك الغنيمة الكبرى.