وإنك كلما تواضعت لعلوه رفعك وأعلاك ...
تسمع كلمات ربك فتعلم أنها العليا فتسخر حياتك لتكون كلمة الله هي العليا! فإن فعلتَ رفع الله ذكرك كما سعيت في إعلاء كلمته!
ثم لاحظ أنك كلما تواضعت لربك تسبيحا وسجودا فتح الله لك(بركات) الكون...
كلما تذللت لخالقك ذلل الله لك الخلائق، إذ أنت بذلك المكرم الأعلى الذي خُلقت السموات والأرض له!
إذا أفاء الله عليك من العلو المحمود بات رأسك مرفوعا دوما نحو العلياء، فلا تستطيع الأرض ومن فيها خفضك!
ربما يأتيك من العلو الأرضي الظاهر تارة،ويذهب أخرى... لن تكترث! إذ مراداتك العليا تغنيك عن ظاهر من الحياة الدنيا!
أنت منشغل باجتماعات وعلاقات وتذاكر مع الجهات العليا...وهي تكفيك الجهات الدنيا!
همك: تسبيح،تلاوة، سجود،تذكير... وبعدها لا تقلق ( سنقرئك، ونيسرك....)
سبح اسم ربك الأعلى يكفك الآخرة والأولى
وجه البوصلة إلى الملكوت الأعلى،وارفع علومك إلى الأفق الأعلى تتلاشى همومك الدنيا ويقال لك( إنك أنت الأعلى)..
إن علوك الحق أيها الآدمي قائم على مدى سلامة سيدتك الروح من لوثات الأرض،ومدى بقائها مرتبطة بالسماء،تحسن إدارة مشاعرك وضبط أفكارك!
علوك مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى حضور السماء في سلوكك الباطن والظاهر!
إن صلب جسد صاحبنا المذكور صدر المقالة لم يخفضه، بل رفعه!
إن الممارسات الأرضية مع جسدك ليست الرافع الخافض، بل ما بقي منك متصلا بالسماء هو المؤثر الرئيس في علوك!
إن علو الهمة شأن عظيم لا ينبغي أن يحصر في همم الأرض، بل ارتق بهمتك إلى هناك ..إلى السماء..إلى سدرة المنتهى...إلى الملأ الأعلى...إلى العرش العظيم... إلى ربك الأعلى!
إن من الرائع أن تكون طموحا،والأروع أن ترفع طموحاتك إلى الفردوس الأعلى،وتلهج دوما مع نبيك الأعلى ( اللهم الرفيق الأعلى).