امرأةٌ من غزّة (أمّ مالك بارود) وهي أُمٌّ لخمسة شهداء، تقول:
(عنّا قماش نكفّن فيه أولادنا، لكن ما عنّا قماش نرفع فيه رايات بيضاء).
ووالله الذي لا إله إلا هو، إنّ قولَها لأبلغُ من قول عمرو بن كلثوم حين قال:
إِذا ما المَلكُ سامَ الناسَ خَسْفاً ... أَبَينا أَنْ نُقِرَّ الذُلَّ فينا
إذا بلغَ الفِطامَ لنا صبيٌّ ... تخرّ له الجبابرُ ساجدينا
وأبلغُ من قَول السموألِ وهو يقول:
تسيلُ على حَدِّ الظُّباتِ نفوسُنا ... وليستْ على غيرِ الظُّباتِ تسيلُ
يُقرِّبُ حُبُّ الموتِ آجالَنا لنا .... وتكرهُهُ آجالُهم فتطولُ
وأبلغُ من قَولِ أبي فراس الحمداني ويقول:
وقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَو الرَّدى ... فقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ
ولكنَّني أَمضي لِما لا يُعيبُني ... وحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرهُما الأَسرُ
يقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَدى ... فَقُلتُ أَما وَاللَهِ ما نالَني خُسرُ
وأبلغُ من قولِ المتنبّي وهو يقول:
رِدي حِياضَ الرَّدى يا نفسُ واتَّرِكي ... حِياضَ خَوفِ الرّدى للشّاءِ والنَّعَمِ
إنْ لم أذَركِ على الأرماحِ سائلةً ... فلا دُعيتُ ابنَ أُمِّ المجدِ والكَرَمِ