🌼مقتطفات ولائية🌼

🍃🌸يوميات رمضانية🌸🍃


هل تأملتم يوماً في كلمات #دعاء_الإفتتاح؟ .
وهل توقفتم في كل يوم من أيام الشهر الفضيل عند إحدى تلك العبارات الرائعة ؟
.
#تأملوا ..
.
فصرتُ أدعوكَ آمناً وأسألك مستئنسا، لا خائفاً ولا وجلا ( حالة إطمئنان لاستجابة الدعاء )
مُدلاً عليك فيما قصدت فيه إليك ، فإن أبطأ عني عتبتُ بجهلي عليك، ولعلّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور.. ( عتاب العبد المعترف بتقصيره الواثق بربه ) .
لا تمروا أحبتي على كلمات #الدعاء بدون هذه الوقفة مع الدعاء من تحليل ومراجعة وتأني وتفكر .. لا تهتموا ب #الكم فقط عليكم بالقليل المؤثر في أرواحكم .
#يومياتي_في_شهر_الرحمة

✏️#مهاجرة_إلى_الله


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸مقتطفات🌸🍃

طالما قرأت عن
#جهاد_النفس
وأنه الجهاد الأكبر، وطالما تعجبت من ذلك الحديث النبوي الذي يخاطب فيه رسول الله (ص) أصحابه بعد عودتهم من إحدى الغزوات : بأنّ ذلك كان الجهاد الأصغر وأنّ ثمة جهاد أكبر ينتظركم وهو جهاد النفس، نعم لربما استوقفني هذا الحديث كثيراً .. ولكنك حينما تواجه تحديات هذه الدنيا وملذاتها وتجد نفسك في صراع مرير، الشيطان يزين لك من جهة ومبادئك وقيمك ودينك يحاولون أن يثنوك عن السقوط من جهة أخرى، تجد نفسك حينها في تلك الحرب التي تحدث عنها رسول الإنسانية، وتشعر في تلك اللحظة بحقيقة الجهاد المرّ والصعب..
.
تجاهد .
وتجاهد
.
وتجاهد .
.
وتنتصر
.
أتعرف ما معنى أن تنتصر على نفسك الأمارة بالسوء ..
.
فقط هناك و في لحظة #الأنتصار تشعر بلذة لم تذقها طوااال حياتك لتردد
قول الله عزّ وجل
{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} .

✏️ #مهاجرة_إلى_الله


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

طالما رفعت كفي بالدعاء ليحقق الله حاجتي .. ذلك يعني أنني وضعتها بين يديّ الله عز وجل ..
.
إذاً هذا #يقين أنها ستتحقق .. وستقضى ..
.
إنها مجرد مسألة وقت .. .
#بقي_القليل

#مهاجرة_إلى_الله
#ثقة_بالله

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الاخيرة


ملاك: مفاجأة أخرى، ألا يكفي هذا العقد الغالي؟! كاظم: أعرفكِ تعشقين المفاجئات المعنوية

أخذها من يدها واقتربا على حافة الشرفة وقال لها: انظري من هناك؟

وإذا بمجموعة كبيرة من أطفال ميتم السعادة قد وصلوا ليفاجئوا الدكتورة ملاك : هابي بيرذدي تو يو، هابي بيرذدي تو يو...
كاظم: هؤلاء الأيتام سيقضون معنا يومهم بأكمله، ما رأيكِ؟
دمعت عينا ملاك ونظرت إلى زوجها كاظم: شكراً لك حبيبي، لقد أسعدت قلبي

كاظم: تستحقين اكثر من ذلك، يا سر سعادتي ويا نور حياتي.
كانت ملاك قد تبرعت بجزء كبير من ثروتها لإعادة إعمار الميتم بأحدث التقنيات، كما انها أكملت الثانوية العامة والتحقت بالجامعة، بينما تزوج عيسى من فتاة اختارته لها أمه التي رفضت مجرد التفكير في زواج إبنها عيسى من ملاك، فلم يشأ حينها أن يغضب أمه، واكتفى بأن يرى ملاك وهي سعيدة، وتابع حسين دراسته الجامعية، وخطب بعد ذلك صديقتها ليلى، بينما ظل كاظم متعلقاً بالأمل يرفض التفكير في غير ملاك، وقال لها في أكثر من مناسبة: إما أنتِ وإلا فلا، كانت ملاك حينها قد نضجت أكثر، واستقرت أمورها، وشعرت بأنّ كاظم الأقرب قلباً وروحاً وعقلاً منها، وبعد زواجها منه اكتشفت أنها ما عرفت معنى الحب الحقيقي إلا معه.
وكان كاظم خير زوج فقد شجع ملاك على إكمال دراساتها العليا، فنالت درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراة، حيث كانت أطروحتها بعنوان ( دُور الأيتام بين الواقع والطموح) وتوالت نجاحاتها حتى صارت وزيرة للتنمية الإجتماعية في بلادها، وزيرة، لكنها لم تغلق بابها يوماً في وجه فقير أو محتاج بل ظلت الإنسانة المتواضعة الحنونة، صاحبة القلب الكبير الذي يلتف الجميع حولها.
وكانت في كلّ محفل، حين تلقي خطاباتها، أو حين تتوجه بالنصيحة لأحد تكرر عبارة واحدة: تعلموا أن تهربوا من واقعكم المرير، لا تستسلموا للقهر، لا تستسلموا للظلم، ولا تستسلموا للبؤس، لأن في داخل كلّ منا كنزٌ ثمين، يحتاج فقط منا أن نسعى لاستخراجه كي نبدأ رحلة لا تنتهي من (هروب )

#مهاجرة_إلى_الله


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الاخيرة 2

بسم الله الرحمن الرحيم، ربّ اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدةً من لساني يفقه قولي.. متأسفة لأنني طلبت منكم الحضور في وقتٍ واحد، وربما لا تعلمون السبب وراء ذلك، ولن أطيل في مقدمات تضيّع صلب الموضوع. في الحقيقة أنتم الثلاثة اشتركتم في امرٍ واحد، وهو أن كل واحد منكم تقدّم لخطبتي، وأكرر اعتذاري أنني جمعتكم في مكانٍ واحد، ولربما ذلك يسبب لكم إحراجاً، ولكنني وجدتُ نفسي مضطرة لفعل ذلك، لأنني أساساً ما زلت ضائعة، لا أعرف أين هو الطريق؟! فحسين شقيقي الذي لم تلده أمي، الأخ الذي لازمني منذ طفولتي، وشاركني كلّ ذكرياتي، أساساً لا ذكريات لي في الطفولة إلا معه، فكل شيء قبل ذلك لا أذكره كما تعلمون، فحسين يمثل لي الروح الطاهرة التي واكبتني في كلّ حياتي.
أمّا عيسى، فهو شعاع الأمل وامتداد الأب الذي وهبتني إياه السماء ولكنني لم أشبع منه حين اختطفوه مني عنوة وظلماً وقهرا، فجاء عيسى لينعش حياتي وقلبي بل وليكون السند والعضيد من بعد والده.
وكاظم، دمي، أنا التي كنتُ أبحث عنها، عائلة الجواد أمي أبي أخوتي كل ما لا أذكره كل من لم أعرفه، كل ما لم أعيشه، الحلم الذي أصبح حقيقة، فماذا أقول فيما لا يمكنني أن أختصره في كلمات..
ولذا أنا تائهة، فأنتم تعرفون جيداً أنني ما عرفتُ الحب إلا النزر منه، فحينما أسألني إلى من تميلين أراني في صراع بين روحي وقلبي وعقلي، أيهما أختار، وإن كان الحبُّ مزيجاً بينهم فلم إلى الآن لم تتضح رؤيتي؟ فاعذروني
في شرفة فيلتها الفارهة استيقظت في الصباح لتحتسي قهوتها التي اعتادت أن تحتسيها كلّ يوم مع زوجها رجل الأعمال الناجح وصاحب أكبر مصنع للملابس في المنطقة، بينما كانت هي تقرأ صحف الصباح، جاء إبنها البكر ( عباس) وطبع قبلةً على جبينها قبل أن يغادر إلى مدرسته مع السائق، وكذلك فعلت إبنتها ( حياة )، غادرا وهي تراقبهما من بعيد يقطعان حديقة منزلهم الرائعة وابتسامتها لم تفارقها، اقترب منها وقف خلف كرسيها ووضع يداه على كتفيها:
-هل أنتِ سعيدة معي يا حبيبتي؟
- أو تشك في ذلك يا نور عيني، لقد عوضني الله بكم، الحمد لله الذي منّ عليّ بهذه النعم الجمّة - أو تصدقين أنّ عشر سنوات قد مضت؟

اقترب منها أكثر وجلس قبالتها وأخرج عقداً من الألماس وألبسها إياه، ثم قبل يدها وقال: إنه عيد زواجنا العاشر يا روحي

تفاجئت (ملاك ) لأنها لم تتوقع أن يكون الإحتفال منذ الصباح الباكر: لقد فاجئتني يا كاظم، لقد أعددت لك مفاجئة في المساء لم اتوقع أن تسبقني

كاظم: ولن أسمح لكِ أن تسبقيني، هيا قومي معي يا دكتورة ، هناك مفاجئة أخرى تنتظركِ

#مهاجرة_إلى_الله


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الاخيرة 1

لم تتمالك ملاك نفسهسا فوقعت مغشياً عليها
بعد ساعات كانت ملاك تتعافى من الصدمة في عيادة الميتم، إلا أنّها لم تكن قادرة على السيطرة على دموعها التي امتزجت فيها مشاعر الصدمة والسعادة والألم، بينما كان الجميع في انتظارها ليباركوا لها، فهي علاوة على أنها وجدت أهلها، أصبحت هي الوريث الشرعي لأملاك والدها.
دخلت عليها أبلة حياة لتسندها وتخرج بها من العيادة، خرجت والدموع تملأ عينيها، وقفت بين الجميع وهي تبكي بحرقة ثم مسحت دموعها وما زالت حشرجة الحزن في حلقها وقالت: أحبكم جميعاً، وأحب حياتي التي مضت، وأقبل جبين كل من وقف معي، لست متذمرة ولا ناقمة ، بل راضية قانعة شاكرة، لقد منّ الله عليّ باليتم ليربيني، لأشعر بتلك العبارة الربانية حينما أكررها في سجودي وأنا أدعوه: " إلهي أنا الصغير الذي ربيته" نعم هو من رباني، علمني، صقلني، قواني، لأكون ملاك، أو جنة، لا يهم من أكون، المهم أنه صنعني " إنسانة" وأتمنى منه القبول.
تأثرالجميع بكلماتها، وكان كاظم منبهراً بتلك الشخصية التي صنعتها الأقدار إمرأة ناضجة وأية إمرأة، إمرأة لم يقابل هو شخصياً مثلها، إمرأة تجمع ( العفة والحياء والأنوثة والقوة والجمال في آنٍ واحد)
بعد أيام قليلة كانت ملاك في غرفتها تلملم حاجيتها لتغادر الميتم إلى بيتها الجديد، حين دخلت عليها أبله حياة لتطلب منها بضع دقائق، فتركت ملاك كل ما يشغلها وجلست على طرف سريرها، لتجلس أبله حياة بالقرب منها وتمسك يدها لتقول: غاليتي ملاك، في الحقيقة أحمل إليك طلباً غريباً نوعاً ما، ولكنه واقع وحصل وعليّ ان انقله إليكِ.
ملاك: تفضلي أبله، لا تخشي شيئاً بعد كل ما حدث، ما عاد شيء يصدمني
فضحكتا معاً، ثم واصلت الأبلة حديثها: في الحقيقة، طلبكِ مني ثلاثة عرسان هههههه، احدهما رفيق درب الطفولة حسين، وثانيهما ابن عزيزك عباس ومنقذكِ من الموت " عيسى" ، وآخرهم قريبكِ الجديد كاظم، فمن ستختارين؟ لا أعلم ،ولكِ الخيار فهذه حياتكِ
تنفست ملاك الصعداء وطلبت من أبلة حياة أن تلتقي بهم جميعاً، فتفاجئت أبلة حياة من طلبها وسألتها لتتأكد: كلهم في آنِ واحد، هل أنتِ واثقة من ذلك.
فايتسمت ملاك وأجابتها بقولها: نعم يا أبلة، ثقي بي.
في اليوم التالي اتفقت أبله حياة مع كل من حسين وعيسى وكاظم على الحضور لمقابلة ملاك كما طلبت، وسط تعجبهم من ذلك، فكل واحد منهم لم يكن على علم بطلب الثاني.
وجاءت اللحظة الحاسمة، وكان المكان مكتب أبله حياة، دخلت ملاك وجلست في مكان تكون فيه على مسافة متساوية من الشباب الثلاثة، بعد أن أبدت التحية لهم بكل أدبٍ واحترام، ثم بدأت حديثها: بسم الله الرحمن الرحيم، ربّ اشرح لي صدري

#مهاجرة_إلى_الله


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثانية_السبعون

قاطعته ملاك: نعم، وكأنني سمعت بهذا اللقب قبلاً، لقد جدد وجودك الأمل في داخلي، أو يمكن أن يكون هناك أحد مني؟ دمي الذي يجري في عروقه هو ذات الدم الذي يجري في عروقه؟ أجد فيه أمي وأبي وكل من رحلوا؟ الجواد؟ الجواد؟ لمّ أشعر بقرب هذا الإسم إلى قلبي؟
مرّ أسبوع مذ وجدوا ملاك وقد عادت إلى ميتم السعادة الذي أصبح سعيداً بحق بعد أن طُهر من الدنس، ومن القلوب الحاقدة، وقد تم تجديد المبنى بعمل صيانة شاملة بشكل مؤقت حتى يتم بناءه من جديد، أصبحت الحياة تتراقص على أعتابه، الألوان، الهواء النقي، الورود المنتشرة في أرجاءه، لا مكان لبيوت العنكبوت التي نسجت الحزن والتشاؤم والغموض على جدرانه، حلّ محلها الابتسامات والأمل، والأحلام التي تبث السعادة في كل مكان..
كانت ملاك مع صديقات عمرها يتجولن في حديقة الميتم التي صارت تشع بأنوار الحب والحنان، في حين كانت أبله حياة تراقبهن من بعيد وهي تشعّ عطفاً، ثم أشارت إلى ملاك بأن تأتيها، فأسرعت ملاك إليها: أأمريني يا أغلى أبلة.
أبلة حياة: تعالي عزيزتي، أريدكِ في المكتب حالاً
حينما وصلت إلى المكتب كان عيسى بانتظارها برفقة كاظم، تفاجأت ملاك، ولكنها حاولت أن تسيطر على مشاعرها وجلست بهدوء: تفضلي أبلة
أبلة حياة وهي تبتسم: مابكِ؟ لم لونكِ مخطوفٌ هكذا؟
ارتبكت ملاك: أممم لا أبداً، لا شيء، بصراحة، اممم خفت قليلاً
أخذ كاظم بزمام الحديث وقال: هل أنتِ على استعداد لاستقبال ضيف عزيز؟
ملاك: على الرحب والسعة، ولكنني مرتبكة قليلاً، اعذورني، أشعر أنّ هناك شيءٌ ما
كاظم: تفضل يا أبي.
دخل الحاج أحمد وهو يبكي، ويشير إلى ملاك: هل هذه ملاك؟
أجابه عيسى بعد أن همّ واقفاً على رجليه: نعم يا عمي، هذه هي
ملاك: ما الأمر؟ من أنت؟ ( وهي ترتجف)
كاظم: نحمل إليك البشارة يا ملاك، نحمل إليك البشارة يا جنة
ملاك: جنة، لا أفهم شيئاً
كاظم: لقد ظهرت نتيجة (الدي إن إي) وكانت إيجابية، وقد تطابقت فصيلة دمكِ ونتيجة (الدي إن أي) مع عائلة الجواد، بل وأنّ التحريات وبالرجوع إلى مكان وقوع الحادث الذي كان ذاته بيت عمي رضا، وجدنا أنه كانت لهم إبنة في عمركِ حينما وقع العدوان، وكان اسمها " جنة" ومن خلال الرجوع لأوراقها الرسمية وجدوا أنّ كل المواصفات الظاهرية وفصيلة الدم وكل شيء متطابق تماماً مع جنة، اختصار الأمر أنتِ هي " جنة الجواد

#مهاجرة_إلى_الله
#انتظروا_الحلقة_الاخيرة

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الواحدة_السبعون

أما عيسى فكان يقف بعيداً مبتسماً، فأطلت ملاك برأسها من بين الجموع ونادته: عيسى، كيف أنت، هل أنت بخير؟ ألن تخبرني بما حدث؟
عيسى وهو ما زال محتفظاً بابتسامته: كما قلت لكِ عبر البرنامج، وفيت بعهدي يا ملاك، وحققنا هدفنا
ملاك: و ما هو مصير السيدة هند؟ أستاذ راشد؟ حارس الميتم؟فردت عليها أبله حياة وهي تمسك بكفيّها: أستاذ راشد فرّ هارباً والشرطة تتعقبه، أمّا المجرم عبد الجبار فقد ألقي القبض عليه، والسيدة هند انتحرت إلى جهنم وبئس المصير
ملاك وهي تلطم وجهها: ويلي ويلي، هل ماتت؟ والآنسة خديجة؟
ليلى:الآنسة متعبة جداً وتمر بحالة إنهيار عصبي وهي ترقد في المستشفى في الوقت الراهن، وستكون بخير إن شاء الله لا تقلقي
عيسى: والأجمل أنّ التحقيق كشف عن شبكة من عصابة تشمل موظفين حتى في وزارات الدولة تعيش على دماء الفقراء والمستضعفين، وكنتِ يا ملاك سبباً لكشف كل هؤلاء المجرمين.
ملاك: الحمد لله، الحمد لله، ذلك بفضل جهودكم جميعاً،والميتم ماذا سيكون مصيره
زينب: لقد تم تعيين أبله حياة مديرة للميتم
ملاك : حقاً، ما أجمل هذا الخبر، يا له من خبر رائع
حسين: وسيكون الميتم للأطفال حتى سن المرحلة المتوسطة، وفي المرحلة الثانوية ننتقل لأكاديمية تابعة للميتم تؤهلنا للمرحلة الجامعية بشكل منظم ومدروس
ملاك: واااو كيف حصل كل ذلك وبهذه السرعة
عيسى: بتدخل مباشر من رئيس الدولة، فقد حوصرت أموال السيدة هند التي كشف عن مصادرها المحرمة، فكلها من دماء الأطفال والمتاجرة فيهم، والسرقات من الدولة وغيرها، وعليه حُولت أموالها لخزينة الدولة، وخصصت للميتم ومشاريعه، وستكون هناك لجنة مراقبة تتبع الدولة لإدارة الميتم وشئونه، وكما أخبروكِ تم تعيين أبلة حياة لإدارته وحقيقة لن يجدوا أكثر إخلاصاً ودراية منها لذلك المنصب في تلك الأثناء شعر كاظم بانّ وجوده تطفل على الجميع فحاول الإنسحاب بهدوء، إلا أنّ عيسى أمسكه من يده وسأله: إلى أين؟
فردّ عليه: لا أشعر انّ وجودي له أي قيمة، سأنسحب من المكان
عيسى: أو تتخلى عن حلمك؟! أو تسدّ بصيص النور بكفيك وترحل؟ أو تمنع الأمل أن يقترب من ساحة ملاك؟
كاظم: ومن قال ذلك؟ بل لأنني حين رأيتها ازددت تعلقاً بحلمي وأملي وبقايا وجودي، فدخل الخوف إلى قلبي، أخشى أن أكون وجدتها فأضيعها من جديد
التفتت ملاك لهما فسألت عيسى: عيسى، هل حدث شيء؟ ما بك؟
عيسى: ملاك، أودّ أن أعرفكِ على كاظم الجواد، وإن كنتِ قد تابعتي البرنامج هو من تحدث في الأخير..
قاطعته ملاك: نعم، وكأنني سمعت بهذا اللقب قبلاً، لقد جدد وجودك الأمل في داخلي، أو يمكن أن يكون هناك أحد مني؟

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السبعون

ولكن للأسف فقد انقطع الإتصال، هل تراهم استوعبوا ما قلت؟
الممرضة : لقد اتصل المخرج مباشرة بعد ذلك وأكدت عليه أنكِ ملاك وترقدين هنا، فلا تقلقي" ثم طلبت منها أن ترتاح بعد أن حقنتها بإبرة مهدئة، فما كانت إلا دقائق قليلة حتى غطت ملاك في نوم عميق ولم تشعر بمن حولها..
في خلال نصف ساعة تقريباً كانت المستشفى تعجّ برجال الأمن من جهة و طواقم من محطات فضائية مختلفة، إضافة إلى أحبة ملاك، إلا أن الطبيب طلب من الجميع التريث حتى تستيقظ ملاك، وهنا طلب منه أحد الصحافيين تصريحاً بشأن حالتها الصحيّة، فوضح لهم انّ الإسعاف جاء بها بعد أن وجدت مرمية على ناصية أحد الأرصفة، وقد أصيبت بإعياء شديد وجفاف، إلا أنها بخير ولا داع للقلق عليها.
تقدمت الخالة حميدة ناحية الضابط الذي كان متواجداً وقالت له: سيدي، أحببت أن أدلي بمعلومات ربما تكون مفيدة بالنسبة إليكم، في هذه اللحظة كان كاظم بالقرب منهما فأشار إلى عيسى وتوجها فوراً ناحية السيدة حميدة، وعرفا الضابط بنفسيهما، وذهبوا معها على جنب لتدلي بما لديها، وما إن انتهت حتى تنفسوا الصعداء لأنهم اطمئنوا تماماً أنها لم تتعرض لأي مكروه في الفترة التي مضت.
طلب الضابط من السيدة حميدة هويتها حتى يواصلوا التحقيق معها في مركز الشرطة، بينما تقدّم عيسى بطلب خاص إلى الطبيب بأن يدخلوا عليها قبل الجميع ليشرحوا لها كل ما حدث بهدوء، حتى لا تستاء حالتها الصحيّة.
توجه الطبيب نحو الضابط ليبين له مطلب عيسى ومنطقيته، إلا أنّ الضابط أصرّ على أن يكون معهم، فالقضيّة خطيرة وحساسة – على حدّ قوله- ولا يمكنه أن يستهين بها وبتفاصيلها.
خلال ساعة كانت ملاك قد استيقظت، فأعطت الممرضة خبراً للطبيب، الذي بدوره أخبر الضابط وأحبتها بأنه يمكنهم الدخول عليها...
وهنا كانت اللحظة الفارقة، كانت ملاك ما زالت تحت تأثير الإبرة، ولكنها ما إن سمعت صرخات صديقات عمرها وأخواتها زينب وليلى ورؤى حتى كاد قلبها أن يقفز من صدرها فرحا، فاحتضنّها جميعاً واحتضنتهنّ بكل شوق، وبكينّ كثيراً، اقتربت أبلة حياة وهي تمسح دموعها وقالت لهنّ بصوتها الحنون: بناتي حبيباتي حنانيكنّ عليها، وامنحنني فرصة لإحتضنّ ملاكي، فتحت أبله حياة ذراعيها دون أن تنبس ببنت شفة، فرمت ملاك بنفسها في أحضانها وهي تبكي بحرقة: سامحيني يا أمي سامحيني إن تسببت في إفشاء سركِ، كنت على علم بكل ذلك وصمت، كنت أريد أن أنتصر لكل واحد منكم دون أن آذيكم، أخبروني ماذا حدث؟ كيف الميتم، كيف حال وسام، حسين، عيسى كيف حال الآنسة خديجة والجميع؟
وإذا بحسين يقترب وهو يقول: أنا هنا يا ملاك، فمهما فرقت الأقدار أجسادنا لا يمكن أن تفرّق أرواحنا.

#مهاجرة_إلى_الله
~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_التاسعة_والستون

ليرى بصيص نور يبعث في قلبه الحياة من جديد، ألا يستحق كلّ ذلك أن تعودي..
في إحدى المستشفيات كانت ملاك ترقد على إحدى الأسرّة البيضاء، وقد كان مغشيّاً عليها، والمصل في يدها، و استيقظت وهي تسمع اسمها يتكرر، ففتحت عينيها وإذا بها ترى مجموعة من المرضى تجمعنّ على جهاز التلفاز يشاهدنّ البرنامج الذي كان يعرض، فاستجمعت قواها، وحاولت أن تنهض، أمسكت بطرف السرير وتقدمت لتتأكد مما تسمع، وإذا بها ترى كل أحبتها وهم يطلقون نداء الاستغاثة، فصرخت وهي تبكي: خذوني إليهم، خذوني إليهم
جاءت إحدى الممرضات مسرعة: أيتها المريضة لم تحركتِ من مكانكِ؟
ملاك: أين أنا أيتها الممرضة، خذوني إليهم ( وهي تشير ناحية التلفاز)
الممرضة: لقد اتصل أحد المارة للإسعاف بعد أن وجدوكِ وأنتِ مغمىً عليكِ في إحدى الشوارع العامة، وقد أصبتِ بإعياء شديد، وأتوا بكِ إلى هنا، فمن أنتِ أختاه؟ وماذا حلّ بكِ؟ أرجو أن تعودي إلى سريركِ
ملاك ( وهي في حالة إعياء شديد ) : أنا تلك، أنا ملاك التي يبحثون عنها
الممرضة: هل أنتِ جادة فيما تقولين
ملاك: نعم نعم أرجوكم اتصلوا بهم، أريد أن أعرف ما حدث.
الممرضة: حسناً حسناً، سأعمل اللازم فقط ساعديني لأعيدكِ إلى السرير، وكل شيء سيكون كما تتمنين، فقط إهدأي
هناك في الاستديو كان البث على وشك الإنتهاء، وقد تلقوا اتصالات كثيرة، بعضها كان يشارك لدعم البرنامج، وليبث مشاعره عبره، والبعض كان يتصل ليدلي بمعلومات يعتقد أنها ربما تساعدهم، ولكنهم لم يتلقوا أي اتصال يبعث على الأمل الحقيقي
وحين كان المذيع يستعد لتقديم الفقرة الأخيرة بعد فاصل إعلاني قصير، أبلغه المخرج ان يستقبل آخر مكالمة
المذيع: لدينا اتصال أخير من إحدى الأخوات نستقبله ونقول ألو السلام عليكم، من معي؟
أنا ملاك
ارتبك المذيع وواصل: أأأ ماذا تقولين، أرجوكِ أختي إن كنتِ تمزحين فهذا البرنامج جديّ جداً
لا أمزح أنا ملاك، وأنا أرقد في مستشفى الرحمة، قل للأحبة إنني في انتظارهم.
فقفز عيسى : نعم هذا صوت ملاك، ملاك هل تسمعينني؟ انقطع الاتصال، ألو ألو، ملاك
عمّت الفوضى المكان، حتى اضطر المذيع أن ينهي البرنامج وهو يحاول أن يأخذ تصريحات سريعة عن شعورهم وهم يتلقون هذا الاتصال في الدقائق الأخيرة بدل الضائعة
هرع الجميع إلى المستشفى، بينما كانت السيدة حميدة تشاهد أحداث الحلقة في البقالة، فاستقلت بدورها سيارتها واتجهت إلى مشفى الرحمة.

في المستشفى كانت ملاك قد أجرت الإتصال من هاتف الممرضة بعد أن سمحت لها بذلك فشكرتها كثيراً على روحها الطيبة: شكراً لكِ أختاه، ولكن للأسف فقد انقطع الإتصال

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

ِ أنني من عائلة تلقب بعائلة الجواد، فقدنا كلّ أهلنا في العدوان ذاته الذي فقدتِ فيه كل أهلكِ، ولكننا كنا حينها في الغربة، وها نحن نعود ليكشف لنا الزمن عن قصتكِ التي وقعت في نفس المكان والزمان، وثمة إحساس يقول لي أنكِ البقية الباقية من عائلتي، وثمة شيخ كبير ينتظر خيط أمل فيما تبقى من عمره ليرى بصيص نور يبعث في قلبه الحياة من جديد

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السابعة_والستون

الخالة حميدة: كفى، اسكتي، مستحيل، ملاك لا تفعلها، أخشى أن حدث لها مكروه.

منى: إنها سارقة، انظري لقد سرقت كل ما لدينا وهربت.

الخالة: قلت لكِ كفى، كفى، افتحي عقلكِ يا ساذجة، لو كانت تريد أن تسرقنا لسرقتنا منذ أول يوم، ثم ما حاجتها لكسر القفل؟! ها؟ ردي، ولاحظي القفل، لقد كُسر من الخارج، آآآه

هزت رأسها ونكسته قائلة: ثمة من اقتحم الشقة، أخشى أن يكون قد حدث لها مكروه.

حاولت الخالة حميدة أن تبحث عنها في الأرجاء لكن دون فائدة، فعادت بخفيّ حُنين.

في عصر ذلك اليوم كانت القناة جاهزة لبث النداء، وقد كان ذلك عبر برنامج مباشر أسموه : أين أنتِ يا ملاك؟

في منزل الخالة حميدة، كانت الخالة جالسة تحاور إبنتها وهي في حيرة وحزن شديدين، لا تعرف كيف تتصرف، وإذا بالباب يُطرق، هرعت مسرعة وهي تصرخ: ملاك، لعلها هي، ربما تكون قد عادت" فتحت الباب وهي منفرجة الأسارير، وإذا بها تُفاجأ بولدها عبد الله ثملاً وهو يهذي: أين تلك العنيدة التي رفضت فتح الباب؟ سألقنها درساً. فصرخت الخالة وهي تلطم وجهها: ويلي ويلي، هل آذيتها؟ هل أنت من كنت هنا وسرقت المنزل؟ هل وصلت بك الجرأة أن تسرق أمك يا عبد الله؟ كلّ ذلك من أجل هذا السم الذي تتناوله؟! في الميتم الذي صار كالسفينة التي تكاد أن تغرق تتقاذفها أمواج البحر يمنة ويسرة، وجدت أبلة حياة نفسها مضطرة ان تمسك بدفة القيادة لتحفظ أمن الأطفال وكل الأيتام، وحاولت السيطرة على الفوضى التي اكتسحت المكان، بينما وصلت الجهات الأمنية وطوقت المكان، وباشرت في التحقيق والتحري والبحث مع الجميع، وطلب الضابط من الآنسة خديجة أن تقوده لغرفة السيدة هند، فأخذتهم إلى هناك، وفتحت الباب لهم بكل هدوء وثقة، وما كادت تشير إليها حتى وقعت عيناها على بركةٍ من الدماء، فصرخت صرخةً كادت روحها ان تزهق فيها ووقعت مغشياً عليها.

دخلت الشرطة وإذا بهم يجدون السيدة هند غارقة في دمائها بعد إن انتحرت برصاصة قاتلة وجهتها إلى رأسها، مع رسالة كتبتها بخط يدها تعترف فيها بصحة كل ما ورد في التحقيق الصحافي، وتعترف بتحريضها على حرق مبنى الجريدة، بل وبكل جرائمها السابقة، بل وأكثر.

وحين حلّ المساء، وبعد أن عرفت الخالة حميدة سبب هروب ملاك من منزلها، خطرت لها فكرة الرجوع لصاحب البقالة التي لجأت إليها ملاك بعد هروبها، لعلها تكون قد عادت إليه، فهي لا تعرف أحد.

وصلت الخالة إلى البقالة وترجلت من سيارتها مسرعة ودخلت مباشرة وهي مفزوعة تسأل: سلام عليكم أخي، ألم تعود ملاك إليك؟

فأشار صاحب البقالة إلى تلفاز صغير وضعه في زاوية المكان حيث كان يشاهد البرنامج ( أين أنتِ يا ملاك ؟)

#مهاجرة_إلى_الله
#أوشكنا_على_النهاية


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السادسة_والستون

السيدة هند ترتعد، وعيناها مفتوحتان، ولكنها تتصنع الهدوء، وتحاول أن نستجمع قواها ثم تقول: امنحوني فرصة للدفاع عن نفسي، هل ستصدقون هذه الغبية ملاك، اسمعوني قبلاً. الآنسة خديجة: أماه كفاكِ كذباً، لقد فات الآوان، لم ترحميني أنا إبنتكِ، فكيف سترحمين الاخرين؟
حاولت السيدة هند أن تهرب من بينهن وقد شكلنّ سداً منيعاً ووقفنّ لها بالمرصاد، ودفعنها بقوة دفعةً واحدة نحو الداخل ، وخرجنّ جميعاً وتم حبسها في مكتبها.
لم يكن عبد الجبار بعد على علم بما يحدث، غير أنّه شعر بحركة غريبة في الميتم، أما الأستاذ راشد الشريك الحقيقي للسيدة هند فقد ولّى هارباً، انتهز عيسى فترة استدعاء الأستاذ جميل في النيابة، وتواصل مع كاظم ليتفق معه على الخطوات القادمة، إلا أنّ كاظم كان حينها عند أبواب الميتم فطلب منه عيسى أن ينتظره، والتحق به سريعاً، وأخبره انّ الأستاذ جميل تواصل مع إحدى القنوات الفضائية التي له علاقة بصاحبها وطلب منهم دعم للقضية، وذلك كان حسب الخطة المرسومة مسبقاً من قبل مجلس إدارة الصحيفة، وتوجها بالفعل للقناة، حيث كان مديرها بانتظارهما، وبدأوا العمل على إطلاق نداء إنساني للبحث عن ملاك، وطلب حمايتها بشكلٍ رسمي من قبل الدولة خشية أن يؤذيها أحد.
في المقابل كانت ملاك وحدها في المنزل كعادتها في الفترة الصباحية، ولا تعلم عن العالم الخارجي أيّ شيء، فشقة الخالة ما زالت بدون تلفاز، حاولت أن تشغل نفسها بقراءة الصحيفة اليتيمة التي جلبتها الخالة حميدة بالأمس وهي على وجل، وإذا بالباب يُطرق، ترددت في فتحه، ولكنها عادت لتحدث نفسها لعلها الخالة، هل أسأل من الطارق، أم ماذا؟"
كانت في حالة خوف وتردد، حينما قررت أن تسأل: من؟ من يطرق الباب
فردّ عليها صوت رجولي: أنا عبد الله إبن حميدة، من أنتِ؟
فقالت:الخالة ليست هنا، تعال في وقت آخر
عبد الله: افتحي الباب أرجوكِ، هذا بيت والدتي، من أنتِ؟
رفضت ملاك فتح الباب، وأصرّ هو، حاول ان يكسره، فارتعبت ملاك، واختبأت في المطبخ وأقفلت عليها بالمفتاح، وإذا بها تسمع صوت الباب وكأنه قد كُسر، فقررت الهروب عبر السلالم الخلفيّة للمبنى، وبدأت تعدو كالغزال من شدة خوفها، ولا تعلم أين وجهتها
حينما وصلت الخالة حميدة وقت الظهيرة ككل يوم، تفاجئت بباب الشقة مكسوراً، وقد تم سرقة مبالغ نقدية من غرفتها، وبعض الأثاث، وأدوات كهربائية من المطبخ، فبدت عليها علامات التعجب، وإذا بمنى تصرخ وهي تلطم على رأسها: سارقة، سارقة، صاحبتكِ سارقة
الخالة حميدة: كفى، اسكتي، مستحيل، ملاك لا تفعلها، أخشى أن حدث لها مكروه
منى: إنها سارقة، انظري لقد سرقت كل ما لدينا وهربت
الخالة: قلت لكِ كفى

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الخامسة_والستون

ملاك التي تبنى قضيتها عباس، وكان وفياً لها، حاملاً لهمها، وجلاً عليها، ما جعل السيدة هند تشعر بخطر وجوده، وخطر مواضبة حضوره للميتم، فلم يكن مُرتاحاً لوضع الميتم، وكان يعيش حالة قلق حقيقية على ملاك، وقد صرّح بمشاعره للسيدة هند، في أكثر من مناسبة، فما كان منها إلا أن تخطط لإبعاده عن المكان بأيّة طريقة، فاستأجرت أحدهم لقتله بشكل لا يدع مجالاً للشك أنه حادث سير طبيعي، وقتل الكافل، قتل عباس، فأضحت ملاك بلا ساقٍ لوحدتها في هذه الحياة، وصارت الأرض خصبة للسيدة هند لتحصد مزيداً من الضحايا، وما علمت أنّ الضحية ذاتها ستكون يوماً شوكةً في عينها حتى يستعيد كل صاحب حق حقه.

أنهى كاظم قراءة التحقيق وقلبه يعتصر ألماً، وتفاجأ بدموعه تنساب دون أن يستطيع السيطرة عليها، وثمة شعور في داخله يقول له: ملاك قطعةً منكم، هي دمكم ولحمكم" فهمّ متجهاً إلى غرفة والده: أبي، أشعر أنّ ملاك هي جزءٌ منا، يجب أن نفعل شيئاً. الحاج أحمد: أية ملاك؟! آه تلك التي ذكرت قصتها في الصحيفة؟ وما الذي يجعلك متأكداً هكذا؟! كاظم: لا أدري، أكملت قراءة القصة الآن، تقطع قلبي من أجل كل ضحيّة، وتأثرت بكل المآسي التي حدثت، ولكنّ ثمة مغناطيس يجذبني لملاك، ويهمس لي بأنها منا، جزءٌ منا، أستأذنك والدي يجب أن أذهب، سأبحث عنها، وسأجدها.

كانت الدنيا تموج لانتشار ملحق صحيفة النور وما أثارته من فضائح، فطلب رئيس مجلس النواب عقد جلسة استثنائية لمناقشة ما نشر، وتم استدعاء رئيس تحرير صحيفة النور الأستاذ جميل من قبل وزارة الداخلية، وقد تدخل رئيس الدولة بشكل مباشر لتشكيل لجنة تحقيق طارئة للتحقق فيما نشر بشكلٍ عاجل، كما أمر بإرسال دوريات مراقبة، وشرطة لحفظ الأمن بشكل مبدأي لمبنى الميتم لحفظ سلامة الأطفال ومنتسبي الميتم
في أثناء ذلك كانت السيدة هند في حالة من الإضطراب والهلع والذعر والغضب، لا تدري ما تفعل، تهرول كالمجنونة داخل مكتبها يمنة ويسرة، تحاول لملمة شتات أفكارها، فجأة شعرت بأنّ الباب سيقتلع من مكانه، فتحته واندفعت للوراء وإذا بأبلة حياة وأبنتها خديجة ومجموعة من الطالبات بينهن صديقات ملاك، يصرخنّ وهنّ في حالة بكاء وعويل
أبلة حياة: دمرتنا وصمتنا حفاظاً على سمعتنا وها نحن نفضح وينكشف كل شيء وتنكشف ألاعيبكِ أيتها المجرمة الحاقدة، وأنتِ يا خديجة أيعقل أن تكون هذه المجرمة أمكِ، وكيف سكتِ؟ لماذا؟ ولكنني لا ألومكِ فأنتِ ضحيتنا مثلنا،
كل هؤلاء الضحايا يا آكلة الأكباد؟! حرامٌ عليكِ، أين ستذهبين أيتها الظالمة؟
خديجة: لن تذهب إلى مكان، ستنال جزاء ظلمها، اخرجن سأقفل الباب حتى تجيء الشرطة

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الرابعة_والستون

وهكذا بقيت أبله حياة صامتة خشية على سمعتها وخشية من أهلها المحافظين، فأخفت مكانها وحُرمت من رؤيتهم واكتفت بإرسال ما تستطيعه لهم شهريّاً ليقتاتوا منه، وأوهمتهم أنها قد هاجرت خارج البلاد وأنها لن تعود، كما وأنها حُرمت كفتاة من حقها في الحياة والزواج وكل ما يمكن للفتيات أن يحلمنّ به.
ثم يأتي دور الآنسة خديجة، الفتاة التي طافها قطار الزواج بسبب والدتها، والدتها التي زُوجت بالإجبار من رجلٍ طاعن في السن غني صاحب ثروة طائلة، وكانت تلك الفتاة ترفض هذا الزواج فهددها والدها بالقتل إن لم توافق لأن زواجها منه سيدرّ عليهم الخير الوفير، وعاشت تلك الفتاة في بيت رجل بخيل حرمها من كل ملذات الحياة رغم غناه، رجلٌ لا يستطيع إيفاء حقها كزوجة وكأنثى، حبسها في البيت خشيّة أن تنفلت أو تخونه، فكانت النتيجة علاقة محرمة مع سائق المنزل، وكانت نتيجة تلك العلاقة حملٌ بالحرام، وحينما اكتشفت السيدة حملها، وخافت من الفضيحة خططت مع السائق لقتل زوجها الرجل المسن والهروب معه بعدما سرقا ما استطاعا سرقته، تلك السيدة كانت هي ذاتها السيدة هند، والسائق هو ذاته الحارس عبد الجبار، أمّا الأبنة فهي ( الآنسة خديجة) التي تعرف أمها وتعرف والدها وتعرف أنها نتيجة علاقة محرمة ولذا بقيت رهينة الصمت طوال تلك السنوات.
أما خالد، الولد الذي نال من الضرب والعقاب ما نال، رغم أنّه كان ولداً مؤدباً طيباً في باديء الأمر، إلا أنها كانت تحرض من يفتعل المشاكل وتتهمه، فينهال عليه صبية الميتم بالضرب والتحقير والسخرية، حتى غيّر استراتيجيته مع السيدة هند ليتخلص من تحريضها وعقاباتها التي لا تنتهي ضده والتي لم يعرف سببها، فتحول إلى عصا في يديها تضرب به من تشاء، وتحرضه على من تشاء
خالد هذا ضحيّةٌ اخرى فهو ابن لشاب كانت تتمناه وتلاحقه حينما كانت في مقاعد الجامعة، إلا أنه لم يكن يستلطفها، وتقدّم لخطبة زميلةً لها، وكان خالد هو ثمرة زواجهما، فأمتلأت هند حقداً عليه وعلى زوجته وقررت الإنتقام، فخططت لاختطاف ابنهما، وشوهت شكله، حتى تتغيّر ملامحه، وأودعته دار الأيتام، ..
هكذا قصص نعيشها في واقعنا، حينما تُتنزع الرحمة من أشباه البشر، وتتملكهم أنانيتهم وحب النفس، فيزرعون شوكاً، ليحصدوا آلاماً ينتشون بها، فيسكرون على أوجاع المستضعفين، ويرقصون على جراحاتهم
وهناك ربما قصصاً أكثر إيلاماً حوتها جدران مأتم التعاسة، ولكننا نختم تحقيقنا هذا ببطلتنا التي كانت سبباً لكشف كلّ هذا الظلم، إنها " ملاك "
وليتنا نعرفُ من أنتِ يا ملاك، ملاك التي تبنى قضيتها عباس، وكان وفياً لها، حاملاً لهمها،وجلاً عليها، ما جعل السيدة هند تشعر بخطر وجوده

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثالثة_والستون

سارع كاظم لاقتناء نسخته، خصوصاً بعد أن عرف من عيسى نبأ احتراق مبنى الجريدة كاملاً، وأدرك حينها خطورة الموقف، وأنه بالفعل هناك أيدٍ خفيّة تسعى لعدم ظهور الحقيقة، وكانت الصاعقة فيما قرأ، وهكذا وصلت الحقيقة لكل الجهات الرسميّة، بعد أن تحولت قضيّة ملاك إلى قضيّة رأي عام، وبالخصوص حينما ربط الجميع السرّالذي تزامن بين احتراق مبنى جريدة الأمل مع وقت انتشار هذا التحقيق الخطير، وبدأ كاظم يقرأ أهوالاً لا تخطر على بال أحد: السيدة هند التي استعبدت الصغار قبل الكبار، فكانت لغة الضرب والحبس الإنفرادي والترهيب هي اللغة السائدة في الميتم، بينما كان موظفوها عبيداً بالتهديد والوعيد وأولهما السيدة حكيمة رحمها الله، المرأة التي تخلى عنها أولادها بعد وفاة زوجها وبعد أن جُردت من كل شيء بسبب أنانيتهم، وحبهم للمادة، وأضطرت للعمل في الميتم والحصول على غرفة تأويها، هذه المرأة التي أصيبت بمرض الزهايمر مما يجعلها متقلبة المزاج كثيرة النسيان، وهكذا استغلتها السيدة هند لمآربها، وكان من أخطر ما أقدمت عليه، هو حبسها لذلك الطفل اليتيم ذو الأربع سنوات في غرفة انفرادية لشقاوته حسب إدعائها، وكان يصرخ خوفاً وهلعاً لساعاتٍ متواصلة حتى تعب ونام من شدّة الجوع والعطش والبكاء، ونتيجة لانشغالهم نسوه لأكثر من يومين، وحين تذكروه كان قد قضى نحبه خوفا، فما كان عليها إلا أن تُسكت السيدة حكيمة لأنها الوحيدة التي كانت تعلم بتفاصيل الخبر، وأن تهددها إن تحدثت فستتهمها بقتله، وبالفعل تم التستر على الخبر، وسجلت الجريمة على انها وفاة طبيعية وذلك بالتآمر مع الطبيب الشرعي الذي قدموا له رشوة مالية كبيرة، وضاع حق ذلك الطفل كالكثير من أطفال هذا العالم
أمّا أبلة حياة تلك المدرسة الحنونة المسئولة عن قسم الأطفال دون المدرسة، هذه المرأة الهادئة الطيبة والتي جاءت من الأرياف بحثاً عن عمل شريف تُعين به أسرتها الفقيرة، كيف استطاعت السيدة هند تسخيرها لتكون طوع يديها، قامت بتسليط الحارس الأصم عليها ليغتصبها عنوة بعد اقتحام غرفتها ليلاً، اغتصبها بوحشية وبتحريض من السيدة هند التي فقدت انسانيتها ووسط توسل أبله حياة لعبد الجبار الحارس الأصم الذي كان كآلة تنفذ الأوامر فحسب فلا صرخات يسمعها ولا دموعٌ تهزه، جريمةٌ بشعه كان نتاجها طفلٌ ضحية هو وسام الذي تجاوز عمره السبعة عشر عاماً وهو لا يعرف من أمه ومن أبوه، وسام الذي من أجله كانت تتسلل أبله حياة كل ليلة لتطمئنّ عليه وتمنحه من حنانها وعطفها الأمومي دون أن تجرأ بالبوح له أنها أمه، وهكذا بقيت أبله حياة صامتة خشية على سمعتها وخشية من أهلها المحافظين، فأخفت مكانها وحُرمت من رؤيتهم

#مهاجرة_الى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثانية_والستون
الخالة حميدة: لا تقولي هذا الكلام مجدداً، وثقي أنّ ما نحن فيه من خير وراحة بال بسببكِ، ولن أخرج من جزائكِ ما حييت. آه صحيح نسيت شيئاً مهماً، اليوم كل بائعي الصحف في الشوارع يصرخون باسمكِ، فتعجبت وناديت أحدهم واشتريت منه الصحيفة، يبدو أنها قصة حقيقية تشبه قصتكِ

ملاك: أيعقل أن يكون قد فعلها؟! أين الصحيفة ناوليني إياها يا خالة

فتحت ملاك الصحيفة وبدأت تتصفحها حتى رأت التحقيق الصحافي: ملاك من تحت الأنقاض إلى المصير المجهول، كانت تقرأ وتبكي بحرقة، حتى أنّ الخالة حميدة تأثرت كثيراً لبكائها وأستوقفتها: كفى يا ملاك، لقد تقطع قلبي من أجلك، ما الخبر.

ملاك: خالة، إنها قصتي، لقد تم نشرها، ولا أدري ما أفعل، هل أتصل في عيسى أم أبقى مختبأة حتى يكتمل نشر الحكاية؟

الخالة حميدة: امممم في نظري انتظري يا إبنتي، لا تخرجي الآن، تريثي قليلاً، ففي العجلة الندامة، تعلمت من هذه الحياة أنّ بعض المور حتى نستطيع أن ننجزها أو نصل إلى ما نأمل فيها أن نتركها تنضج على نارٍ هادئة.

ملاك: هكذا أرى أنا يا خالة، سأنتظر لحين أشعر بالأمان أكثر.

بعد منتصف الليل رنّ هاتف عيسى بينما كان للتوّ قد غفت عيناه بعد تعب يومٍ طويل، رفعه وهو في حالة من الدهشة: ألو من؟ الأستاذ جميل، هل حدث مكروه لا سمح الله؟! الأستاذ جميل: كما توقعنا يا عيسى، الجريدة تحترق، ورجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق، ولكن يبدو أنهم أحكموا خطتهم.

عيسى: {لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم}، {وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ سينقلبون}

الأستاذ جميل: ونعم بالله، الحمد لله أنّ المبنى مؤمن، "ولا نقول إلا الحمد لله ربّ العالمين"

عيسى: سآتي حالاً، والحمد لله يا أستاذ اننا وضعنا خطة بديلة وطبعنا ملحقاً لتتمة قصة ملاك.

الأستاذ جميل: نعم نعم بوركت يا عيسى كل ذلك بفضل جهودك، الآن كل ما أتمناه أن تكون كاميرات المراقبة قد رصدت الجاني.

عيسى: { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، أين نلتقي يا أستاذ؟

الأستاذ: فلنلتقي في مركز شرطة العاصمة.

أشرق نور الصباح والجرائد والأخبار تعلن عن احتراق مبنى صحيفة الأمل للأستاذ جميل، إلا أنّ الجميع بما فيهم السيدة هند ومن معها تفاجئوا بنزول الملحق في الشوارع وبيعه وكأنّ شيئاً لم يكن وهاهم بائعي الصحف يصرخون: إقرأوا مزيداً من الأسرار في قصة ملاك، وميتم السعادة... وهاهي الناس تتهافت لشراء الملحق، لتبدأ المياه الراكدة في الحركة، ولتظهر على السطح خفايا خطيرة لم تكن في الحسبان.

#مهاجرة_إلى_الله



~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الواحدة_والستون

أمسكه عيسى من كفه واتجه ناحية مكتب الأستاذ جميل مباشرة، وبعد أن تعارفا، وتأكدا من هوية كاظم، بدأ عيسى في شرح تفاصيل القصة، وعلاقته بملاك، وبتعريف نفسه بصفته إبن منقذ ملاك المرحوم عباس، فبدت الصورة أكثر وضوحا لكاظم، ثم تناول الأستاذ جميل زمام الحديث بطرح سؤال: ولكن عذراً بنيّ أين كنتم طوال تلك السنوات؟!
كاظم: كنا في الغربة، عشتُ طفولتي هناك، ولم يرزق والداي ولداً غيري، وحينما وقع العدوان وتلقى والدي الخبر، لم يعد إلى أرض الوطن إلا مرّة واحدة لأنه كان الوريث الوحيد لجميع أملاك العائلة،فعاد لإنهاء الإجراءات، ولم يعد مجدداً. لم تكن عائلتنا عائلة كبيرة وممتدة، كنا معدودين وعلاقتنا قويّة جداً ببعضنا،وعلى تواصل دائم، إلا أنّ والدي الذي كان أفقرهم، اختار الغربة حتى يبني نفسه ويؤمن مستقبلي، والدتي توفت قبل عدّة سنوات بعد إصابتها بمرض السرطان، ولم يبقى من عائلة الجواد سواي ووالدي.
أستاذ جميل: رحمها الله، وحفظك الله لوالدك وحفظه لك، الآن بدأت الأمور تبدو أكثر وضوحاً.
كاظم: عيسى، أين ملاك الآن؟ وكم صار عمرها؟ ومتى كانت آخر مرّة التقيت بها.
عيسى: عمرها الآن قرابة السابعة عشر عاماً، وهي في آخر مرحلة دراسية، ولكن للأسف يا كاظم ملاك هربت مؤخراً من الميتم، بعد أن لفقت لها السيدة هند قضيّة أخلاقية، ولا نعرف مكانها.
كاظم: كيف؟ ولماذا؟ لمَ لا نطلق نداء عبر الصحيفة أو الإذاعة حتى نخبرها أنها في مأمن وعليها أن تعود
عيسى: إهدأ سأشرح لك كل شيء بالتفصيل، ثم من قال لك أن ملاك في مأمن؟! القضية متشعبة، إنهم عصابة، السيدة هند ليست وحدها، ولذا علينا أن نتريث قبل إطلاق أي نداء، وأن نسير وفق الخطة بحذر، المهم في هذه المرحلة أن ننشر كل ما لدينا بالأدلة قبل أن يطرأ ما يمنعنا.
على فكرة أستاذ جميل موضوع كاظم أنساني ما جئت إليك من اجله، بلغني من إحدى الموظفات في الميتم انّ ثمة مؤامرة تُحاك، ولكنها لم تستطع التوصل لشيء
الأستاذ جميل: مبنى الجريدة مراقب بالكاميرات، وهناك رجال أمن تحرس المكان، لا نستطيع ان نفعل أكثر من ذلك، غير أن نتوكل على الله فهو حسبنا ونعم الوكيل
انتهت جلستهم فودعهم كاظم بعد أن تبادلوا جميعهم أرقام هواتفهم، ورتبوا للقاء آخر في منزل الجواد
وصلت الخالة حميدة مع إبنتها منى إلى المنزل، فتفاجئتا أن ملاك أعدّت لهما طعام الغداء وجهزت المائدة وكانت تنتظر وصولهما لتسكب الطعام فقط، ابتسمت الخالة حميدة وقالت: كم أنتِ رائعة يا ملاك، شكراً لكِ
ملاك: بل الشكرُ لكِ يا خالة أنكِ تأويني وتتحملين عبء وجودي معكم.
الخالة حميدة: لا تقولي هذا الكلام مجدداً

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

#صلاة_الليل

في أيام الإمام الحسين ومع من وفقهم الله لخدمة سيدي أبي عبد الله الحسين .. لربما يعود الموالي وقد أنهكه التعب .. فيتقاعص عن الوصال مع محبوبه بإحياء #صلاة_الليل. ولكن العاشق الحقيقي هو من يتذكر سيد الشهداء وهو يقول:
تركت الخلق طراً في هواك، وأيتمت العيال لكي أراك، فلو قطعتني في الحبّ إرباً لما مال الفؤاد إلى سواك ..
فيلهمه الله قاعدة ربانية مفادها :
أن العشق لا يكتمل إلا إذا اشتدّ الألم ..
هنا يصيراللقاء مع المحبوب له لذة أخرى ف #حيّ_على_الصلاة و #حيّ_على_الحسين


#مهاجرة_إلى_الله

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الستون
تناول كاظم هاتفه واتصل في الجريدة وطلب رئيس التحرير مباشرة، إلا أن عامل البدالة اعتذر منه بأن الرئيس مشغول جداً، وحينما أوضح له كاظم أهميّة الموضوع، قال له: إن كان موضوعك مهماً كما تدّعي أنصحك بالمجيء مباشرة إلى مبنى الجريدة ومقابلته وجهاً لوجه
استأذن كاظم والده وهمّ بالإنصراف متوجهاً إلى الجريدة، بينما كان الميتم منقلباً رأساً على عقب، من جهة هروب ملاك، ومن جهة أخرى الصاعقة التي نزلت على رأس السيدة هند بعد أن عرفت بموضوع التحقيق الذي نشر، وعلى الرغم من انّ الصحيفة لم تنشر بعد اسم الميتم ولا أيّة معلومات واضحة، ضمن مخطط مسبق أعدته إدارة الجريدة إلا أنّ السيدة هند كانت تغلي وقد استدعت الأستاذ راشد وهي في قمة غضبها وقالت له: إنها مؤامرة خبيثة، لم ينشروا الإسم يريدونني أن أذهب إليهم وأتوسلهم بإيقاف النشر ويقومون بتسجيل صوتي أو تصويري كدليل قاطع عليّ، يا لهم من أذكياء، ولكن ههههه هم يلعبون مع من، معي أنا؟!هيهات أن أخضع لهم أو أن أقع في أيديهم، سيرون ما سأفعل، وآه لو تقع في يدي تلك الملاك، لعرفت كيف أتصرف معها.
أستاذ راشد نفذ ما طلبته منك، الليلة
أستاذ راشد: اطمأني، ستؤول الأمور لما نريد، كل شيء جاهز
في تلك الأثناء كانت ملاك قد أنهت صلاة الظهرين، وجلست لتقرأ القرآن على مصلاها في انتظار عودة الخالة حميدة وإبنتها، وبينما كانت تقرأ استوقفتها الآية القرآنية الكريمة { وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضُها السماوات والأرض أعدت للمتقين}كان ثمة شيء يجذبها لتكرار قراءة الاية الكريمة، فأعادت قرائتها مراراً حتى قالت ( وجنةٍ عرضها السماوات والأرض) ..وجنة ..جنة
حينها كان كاظم قد وصل لمبنى الجريدة و ينتظر دوره للدخول على الأستاذ جميل وكان بالتحديد في غرفة السكرتارية، حينها دخل عيسى وهو مضطرب وقلق وطلب من السكرتيرة أن تستأذن من الأستاذ جميل للدخول عليه، ولكنها أشارت إلى كاظم قائلة: أستاذ اعذرني، الأستاذ ينتظر منذ مدّة
فقال لها بعد أن نظر إلى كاظم: آسف استاذ، وعاد لينظر إلى السكرتيرة قائلاً: لكن اعذريني الموضوع يخص قضية ملاك ولابد أن أدخل عليه.
قفز كاظم من مكانه ناحية عيسى: قلت ملاك، القضية التي نشرتها الجريدة؟
عيسى: نعم، هل حدث شيء؟
كاظم: لا ولكنني جئت لذات الموضوع، أنا من إحدى العوائل التي فُقد كل أفرادها في العدوان الاثم منذ أربعة عشر عاماً، وحينما قرأنا قصة ملاك قلنا ربما نصل إلى خيط أمل، لعلها تكون منّا ونحن لا نعلم
مدّ عيسى يده مرحباً بكاظم: أنا عيسى صحافي في الجريدة والمسئول المباشر عن هذه القضيّة.
كاظم: معك كاظم آل جواد تشرفت بك.

#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya