🌼مقتطفات ولائية🌼

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثالثة_والستون

سارع كاظم لاقتناء نسخته، خصوصاً بعد أن عرف من عيسى نبأ احتراق مبنى الجريدة كاملاً، وأدرك حينها خطورة الموقف، وأنه بالفعل هناك أيدٍ خفيّة تسعى لعدم ظهور الحقيقة، وكانت الصاعقة فيما قرأ، وهكذا وصلت الحقيقة لكل الجهات الرسميّة، بعد أن تحولت قضيّة ملاك إلى قضيّة رأي عام، وبالخصوص حينما ربط الجميع السرّالذي تزامن بين احتراق مبنى جريدة الأمل مع وقت انتشار هذا التحقيق الخطير، وبدأ كاظم يقرأ أهوالاً لا تخطر على بال أحد: السيدة هند التي استعبدت الصغار قبل الكبار، فكانت لغة الضرب والحبس الإنفرادي والترهيب هي اللغة السائدة في الميتم، بينما كان موظفوها عبيداً بالتهديد والوعيد وأولهما السيدة حكيمة رحمها الله، المرأة التي تخلى عنها أولادها بعد وفاة زوجها وبعد أن جُردت من كل شيء بسبب أنانيتهم، وحبهم للمادة، وأضطرت للعمل في الميتم والحصول على غرفة تأويها، هذه المرأة التي أصيبت بمرض الزهايمر مما يجعلها متقلبة المزاج كثيرة النسيان، وهكذا استغلتها السيدة هند لمآربها، وكان من أخطر ما أقدمت عليه، هو حبسها لذلك الطفل اليتيم ذو الأربع سنوات في غرفة انفرادية لشقاوته حسب إدعائها، وكان يصرخ خوفاً وهلعاً لساعاتٍ متواصلة حتى تعب ونام من شدّة الجوع والعطش والبكاء، ونتيجة لانشغالهم نسوه لأكثر من يومين، وحين تذكروه كان قد قضى نحبه خوفا، فما كان عليها إلا أن تُسكت السيدة حكيمة لأنها الوحيدة التي كانت تعلم بتفاصيل الخبر، وأن تهددها إن تحدثت فستتهمها بقتله، وبالفعل تم التستر على الخبر، وسجلت الجريمة على انها وفاة طبيعية وذلك بالتآمر مع الطبيب الشرعي الذي قدموا له رشوة مالية كبيرة، وضاع حق ذلك الطفل كالكثير من أطفال هذا العالم
أمّا أبلة حياة تلك المدرسة الحنونة المسئولة عن قسم الأطفال دون المدرسة، هذه المرأة الهادئة الطيبة والتي جاءت من الأرياف بحثاً عن عمل شريف تُعين به أسرتها الفقيرة، كيف استطاعت السيدة هند تسخيرها لتكون طوع يديها، قامت بتسليط الحارس الأصم عليها ليغتصبها عنوة بعد اقتحام غرفتها ليلاً، اغتصبها بوحشية وبتحريض من السيدة هند التي فقدت انسانيتها ووسط توسل أبله حياة لعبد الجبار الحارس الأصم الذي كان كآلة تنفذ الأوامر فحسب فلا صرخات يسمعها ولا دموعٌ تهزه، جريمةٌ بشعه كان نتاجها طفلٌ ضحية هو وسام الذي تجاوز عمره السبعة عشر عاماً وهو لا يعرف من أمه ومن أبوه، وسام الذي من أجله كانت تتسلل أبله حياة كل ليلة لتطمئنّ عليه وتمنحه من حنانها وعطفها الأمومي دون أن تجرأ بالبوح له أنها أمه، وهكذا بقيت أبله حياة صامتة خشية على سمعتها وخشية من أهلها المحافظين، فأخفت مكانها وحُرمت من رؤيتهم

#مهاجرة_الى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya