🌼مقتطفات ولائية🌼

#للكاتبة_مهاجرة_إلى_الله
Channel
Logo of the Telegram channel 🌼مقتطفات ولائية🌼
@mwelaaeyaPromote
2.3K
subscribers
11.5K
photos
1.12K
videos
1.64K
links
🌼 مقتطفات ولائية 🌼 خدمة منوعة تأتيكم من عش ال محمد (ص)
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_إلى_الله

الحلقة الرابعة..

وإذا بصوتٍ يشقّ جدار العُتمة ويكسرُ حاجز الصمت، صوتُ بكاءٍ طفولي حزين؟! يقطّع القلوب، اقترب الشباب الذين كانوا يتواجدون في الموقع من مصدر الصوت، وكلما كانوا يقتربون أكثر من جهة تلك العمارة المهدّمة بالكامل، كان صوتُ الأنين يبدو أكثر وضوحاً، استوقف " عباس" وهو أحد رجال الإنقاذ بقية أعضاء الفريق قائلاً: توقفوا، يجب أن لا نقترب أكثر خشية إنهيار أي شيء من تحت ارجلنا، انتظروا هنا.

ثم اقترب وحده بهدوء وهو يحدّث الصوت: من هناك؟ هل تسمعني يا بني؟ نحن جئنا لإنقاذك.

فينبعث الصوت البريء من جديد: أنا هنا، لا أرى شيئاً عتمة مطبقة.

عباس: لا بأس حبيبي، سنخرجك قريباً إن شاء الله، أخبرني ما اسمك؟

فعلا صوت نحيب الطفل: أنا أتالم، أخرجوني من هنا.

في هذه الأثناء استطاع عباس أن يحدد بدقة مصدر الصوت، فوجّه المصباح اليدوي إلى فتحة صغيرة، واستطاع أن يلمح جسداً صغيراً يغطيه فستاناً ممزقاً مصبوغاً بالدم، فعرف أنّها فتاة، فاستمر في محادثتها بحنان: - حبيبتي الجميلة هل تسمعينني؟ ما اسمكِ يا جميلة؟ - لا أعرف، لا أتذكر شيئاً ( وتستمر في البكاء)

حتى رقّ قلب عباس ولم يتمالك نفسه من البكاء، فقد كان صوتها يقطّع القلوب، ويبدو أنها تتألم كثيراً. وضع فريق الإنقاذ خطة لاستخراج الطفلة، حيث كان وضعها خطيراً جداً، فأيّ حركة غير مدروسة ربما تودي بحياتها.

وحبس الجميع أنفاسه، وكان الإعلام حاضراً، فقد ترامى إلى مسامع الجميع أن ثمة طفلة تحت الأنقاض، وأن وضعها حرج من ناحيتين: موقعها الخطر والذي يمكن أن يودي بحياتها أثناء محاولة إنقاذها، ووضعها الصحي، حيث يبدو من المعطيات الأولى أن جراحاتها خطيرة، فكان الجميع في حالة ترقب، والكاميرات ترصد الحدث، ورجال الإنقاذ يعملون بحذر، وبعد قرابة الثمان ساعات استطاع رجال الإنقاذ أن يحفروا نفقاً من جهة أخرى للوصول إليها دون تعريضها للخطر، وكان الطريق إليها عبر ذلك النفق خطراً ويمكن أن يتعرض المتطوع للمشي فيه للموت في حال إنهيار أي جزء منه فجأة، وكان عباس هو من تقدم لتلك المهمة الخطرة، فقد كان يشعر بهذه الطفلة كما لو كانت واحدة من أبنائه، خاصّة وأنه كان أباً لبنت وولد في قرابة عمرها.

#بقلمي #مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_إلى_الله

الحلقة الثالثة

ولم تكد أم جواد تكمل جملتها، حتى سمعوا دويّ الطائرات الحربية على رؤوسهم، فقد كانت منطقتهم التي يقطنون فيها من أهم المناطق في البلاد، بل ومن المناطق الحساسة جداً والمستهدفة، فبدأ الذعر يذبّ بين النساء، وخصوصاً بعد سماع أصوات القصف والإنفجارات، وبدأت الأطفال تصرخ، وما هي إلا لحظات حتى كان المبنى الذي تقطنه عائلة السيد رضا والمباني المجاورة أكواماً من رماد.

بضع دقائق كانت تفصل بين السكون والحركة، بين الحياة والموت، بين الفرح والحزن.

سكون قاتل أكثر من ضجيج الحرب، عدا صوت أنّات أحياءِ يحتضرون، وصوت نعيق غراب، وأدخنة سوداء بين الأشلاء تتطاير هنا وهناك.

أهكذا هي قصيرة الدنيا؟! أيمكن للدمعات أن تسكن بين الضحكات، أو أن يغزو الوجع القلب المنتشي بالأماني فجأة ودون ميعاد، أيمكن أن تُسرق الأحلام من بين أضلعنا، بل وتنسل من بين عروقنا ونحن في سباتٍ عميق؟!! أو يمكن أن تتحول العروش المليئة بالذهب، والقصور المرفهة، والمباني الشاهقة، والأكواخ المهترئة، إلى رماد بقرار جائر، أو بلعبة سياسة، أو بتصفية حسابات بين ملوك ورؤساء يدفع ثمنها الفقراء، والحالمون على ضفاف الوطن؟! كلّ شيءٍ ممكن في أوطاننا، لأننا لم نعد نحكم فيها، لم نعد نملك منها، لم يعد لنا حقُّ حتى أن نتنفس فيها، نحن دمى تحركنا أصابع الإستكبار والإستعباد، ويتراقص على أشلائنا الإستغلال، ويخدّر عقولنا الإستحمار.

حركة يتلوها ضجيج ثم سكون ثم حركة، حياة تدبّ من جديد شيئاً فشيئا، كلّ ذلك في بضع دقائق، الناس تتهافت نحو موقع القصف بعد ان هدات طائرات العدو، وصوت سيارات الإسعاف والدفاع المدني، تندفع كلها باتجاه الموقع على أمل انتشال أحياء، كان جميع من نجا من الأهالي متعاون مع الهيئات الرسمية لانتشال جثث الضحايا، والكلّ في حالة من الهلع والذهول، فما حدث لم يكن في الحسبان، وحدث دون مقدمات، ودون استعدادٍ من أحد. أحد الرجال يصرخ من بعيد طالباً النجدة: تعالوا بسرعة، أسمعُ صوت رجل يأنّ إنه هنا.

وآخرٌ يحاول رفع الحجارة عن ناجٍ بعدما رأى حركة يد من بعيد، وقد استطاع فريق الطواريء إنقاذ عدد من الناجين وانتشال بعض الجرحى وهم في الرمق الأخير، واستمر العمل لوقتٍ متأخر وحتى ساعات الفجر الأولى، حيث بدأ الجميع يضعف عن العمل، وبدأ الصمت والسكون يلف المكان من جديد
#انتظروا_غدا

#بقلمي
#مهاجرة_إلى_الله

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸 هروب 🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_إلى_الله

الحلقة الثانية

فضحك الجميع وبدأوا رحلة البحث، منهم من يبحث تحت الكنبات، ومنهم من يبحث في المطبخ، ومنهم من يبحث في غرفتها، وتحت الأسرّة، لم يبق مكان إلا وبحثوا فيه، حتى بدا القلق على وجوه البعض، توقف الجميع عن البحث يتنفسون الصعداء، فصرخ خالها عادل بحنان ولطف: حبيبتي جنة، أين أنت؟ اليوم يوم مولدك والجميع هنا، و ليس هذا وقت المزاح، هيا اخرجي وإلا أطفئت انا الشمع بدلاً عنكِ. لم تخرج جنة، فرمت أم جواد بجسدها على أحد الكراسي ومشاعرها مختلطة بين الخوف والرجاء الغضب والهلع، الألم والأمل وبدأت تتمتم: آه ربي، أين أنتِ يا جنة، كفاكِ شقاوة يا إبنتي، ليس اليوم، أرجوكِ. جنة كانت كما توقع الجميع، تريد ان تصنع من يوم مولدها يوماً مميزاً، ففكرت بعقلها البريء أن تختبيء تحت سلالم الطابق الأول، بينما كانت شقتهم في الطابق الأخير من العمارة، ولم يتوقع أحد أن تأتيها الجرأة للإختباء هناك، بل لم يكونوا يتوقعون حتى خروجها من حدود الشقة نفسها.

فجأة وفي أثناء بحثهم عن جنة، رنّ الهاتف النقال للسيد رضا، بينما صرخ جواد: أبي سأذهب للبحث عن جنة خارج الشقة.

رفع الوالد هاتفه: نعم، وعليكم السلام، ماذا تقول؟ حسناً حسنا.

بهُت الجميع بعدما رأوا ملامح السيد رضا كيف تغيرت، بينما ما زال جواد ماسكاً الباب الخارجي وهو ينظر إلى أبيه ينتظر منه أن يتحدث، هرعت أم جواد نحوه وأمسكت بكتفيه وهي ترتجف: ماذا حدث؟ هل حدث ثمة مكروه لإبنتي؟

رفع السيد رضا أصبعه نحو التلفاز وقد اصفرّ وجهه: افتحوا التلفاز" فأسرع عادل نحو التلفاز وفتحه وإذا بالتلفزيون المحلي يعرض خبراً عاجلاً، وقد خرج مذيع الأخبار ينبأ عن أمرٍ خطير: أيها المواطنون الكرام، لقد اخترق العدو أجواء البلاد بطيرانه الحربي، كما وهدد عبر قنواته الرسمية بقصف البنى التحتية للبلاد، فنرجو من المواطنين الكرام أخذ الحيطة والحذر بأقصى سرعة، واللجوء للأماكن الآمنة قدر الإمكان.

جمد الجميع في مكانه، فقد كانت الأوضاع تسوء شيئاً فشيئاً مع العدو ولكنهم لم يتصوروا أن ينفذ تهديداته بهذه السرعة.

وقفت أم جواد وهي تبكي: أريد إبنتي جنة الآن، الآن، الوضع خطير، أين إبنتي.

#بقلمي #مهاجرة_إلى_الله

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya
🌼مقتطفات ولائية🌼
Photo
🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_إلى_الله

لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات ولكنها ولدت لتكون شقية، شقية من الشقاوة أم الشقاء، هذا ما ستحيكه لنا الأقدار، بل ما تحيكه أيدينا. ( جنة ) هو أسمها، خالها عادل هو من اختار لها أسمها، فما إن وقعت عيناه عليها بعد بضع دقائق من ولادتها، إلا وشهق شهقة الطرِب : ما شاء الله ( جنة من جمالها ) جنة، ما رأيكِ يا أختاه أن نسميها جنة؟

فابتسمت الأم وهي ما زالت تعاني من ألام العملية الجراحية ( القيصرية ) التي أجريت لها، لأن (( جنة )) كانت في وضعية لا تسمح لأمها بأن تلدها ولادة طبيعية، كما أنّ الحبل السري كان ملتفاً حول رقبتها، وكان الأطباء مضطرون لإجراء هذه العملية في محاولة لإنقاذها، كما أضطروا لإجرائها قبل الموعد المحدد للولادة.

مرّت ثلاث سنوات على ذكرى ولادتها، وجنة آخر العنقود لم تُبقي أحداً في العنقود إلا وتحرشت به، أو صنعت به مقلباً، كانت خفيفة الظل، ملسونة، لم يسلم منها احد، صغبراً كان ام كبيراً، ولكن كلّ المقالب التي كانت تحيكها، كانت بخفة دم لا متناهية، فما كان لأحدٍ أن ينزعج منها، أو يتضايق من تصرفاتها، بل كانت الطفلة المدللة في العائلة، المحبوبة من الجميع.

كان يوم الجمعة، و هو اليوم الذي يصادف يوم مولدها، وقد اجتمعت كلّ العائلة في شقتهم الجميلة الواسعة في " حيّ الأمراء" كما يطلقون عليه، لأنه من الأحياء الراقية، حيث كان والد جنة تاجراً كبيراً تعب على نفسه كثيراً ليجني هذه الثروة المتواضعة، وقد رزقه الله ثلاثة أبناء، اكبرهم جواد وهو في العشرين من عمره، وثلاث بنات أصغرهم جنة.

كان يوماً رائعاً، فقد حضر الجميع إلى منزل السيد رضا محملين بالهدايا للدلوعة الصغيرة احتفاءً بيوم مولدها، وقد أعدّت ام جواد ألذ الأطباق، كما أوصت بصنع كعكة رائعة تحمل صورة جنة، وهاهو قد حان وقت الإحتفال وإطفاء الشموع، والتف الجميع حاول الطاولة، والكل ينتظر العروس الصغيرة، بدأ الجميع ينادي: جنة، أين انتِ يا نجمة الحفل، هيا تعالي بسرعة، ابتسمت أم جواد وهي تقول: لابد أنه مقلب من مقالبها، هيا ابحثوا عنها، لا يمكن لجنة ان تفوت هذا اليوم دون " أكشن "
ي ت ب ع
#هروب #جنة

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya