🍃🌸هروب
🌸🍃#للكاتبة_مهاجرة_إلى_الله الحلقة الرابعة..
وإذا بصوتٍ يشقّ جدار العُتمة ويكسرُ حاجز الصمت، صوتُ بكاءٍ طفولي حزين؟! يقطّع القلوب، اقترب الشباب الذين كانوا يتواجدون في الموقع من مصدر الصوت، وكلما كانوا يقتربون أكثر من جهة تلك العمارة المهدّمة بالكامل، كان صوتُ الأنين يبدو أكثر وضوحاً، استوقف " عباس" وهو أحد رجال الإنقاذ بقية أعضاء الفريق قائلاً: توقفوا، يجب أن لا نقترب أكثر خشية إنهيار أي شيء من تحت ارجلنا، انتظروا هنا.
ثم اقترب وحده بهدوء وهو يحدّث الصوت: من هناك؟ هل تسمعني يا بني؟ نحن جئنا لإنقاذك.
فينبعث الصوت البريء من جديد: أنا هنا، لا أرى شيئاً عتمة مطبقة.
عباس: لا بأس حبيبي، سنخرجك قريباً إن شاء
الله، أخبرني ما اسمك؟
فعلا صوت نحيب الطفل: أنا أتالم، أخرجوني من هنا.
في هذه الأثناء استطاع عباس أن يحدد بدقة مصدر الصوت، فوجّه المصباح اليدوي
إلى فتحة صغيرة، واستطاع أن يلمح جسداً صغيراً يغطيه فستاناً ممزقاً مصبوغاً بالدم، فعرف أنّها فتاة، فاستمر في محادثتها بحنان: - حبيبتي الجميلة هل تسمعينني؟ ما اسمكِ يا جميلة؟ - لا أعرف، لا أتذكر شيئاً ( وتستمر في البكاء)
حتى رقّ قلب عباس ولم يتمالك نفسه من البكاء، فقد كان صوتها يقطّع القلوب، ويبدو أنها تتألم كثيراً. وضع فريق الإنقاذ خطة لاستخراج الطفلة، حيث كان وضعها خطيراً جداً، فأيّ حركة غير مدروسة ربما تودي بحياتها.
وحبس الجميع أنفاسه، وكان الإعلام حاضراً، فقد ترامى
إلى مسامع الجميع أن ثمة طفلة تحت الأنقاض، وأن وضعها حرج من ناحيتين: موقعها الخطر والذي يمكن أن يودي بحياتها أثناء محاولة إنقاذها، ووضعها الصحي، حيث يبدو من المعطيات الأولى أن جراحاتها خطيرة، فكان الجميع في حالة ترقب، والكاميرات ترصد الحدث، ورجال الإنقاذ يعملون بحذر، وبعد قرابة الثمان ساعات استطاع رجال الإنقاذ أن يحفروا نفقاً من جهة أخرى للوصول إليها دون تعريضها للخطر، وكان الطريق إليها عبر ذلك النفق خطراً ويمكن أن يتعرض المتطوع للمشي فيه للموت في حال إنهيار أي جزء منه فجأة، وكان عباس هو من تقدم لتلك المهمة الخطرة، فقد كان يشعر بهذه الطفلة كما لو كانت واحدة من أبنائه، خاصّة وأنه كان أباً لبنت وولد في قرابة عمرها.
#بقلمي #مهاجرة_إلى_الله~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية
🌸🍃@Mwelaaeya