🌼مقتطفات ولائية🌼

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثامنة_والخمسون

الآنسة خديجة: بل حقيقة، للأسف حقيقة، فعلتها لأنّ السيدة هند كانت تعدّ لها مكيدة

أغلق عيسى الهاتف وانطفأ حماسه، فسأله الأستاذ جميل عن سبب حزنه، فأخبره بموضوع هرب ملاك، فما كان من الأستاذ جميل إلا أن يهدأه، ويطمئنه:اسمع يا عيسى، لا تخف عليها، ستكون بخير، من كلامك عنها عرفت انها ذكيّة، وعفيفة، صدقني ستحسن التصرف، وستدبر حالها.

عيسى: أتمنى ذلك يا أستاذ

أستاذ جميل: حالما ننشر القصة ستتغير الأمور، فقط انتظر واصبر، ألا تشعر بأنّ الأقدار تسير معنا؟ سننشر قصة ملاك وهي خارج أسوار الميتم، لا تدري ما الحكمة الإلهية خلف ما يحدث، آمن بالله يا عيسى.

عيسى: ونعم بالله.

الأستاذ جميل: عيسى، خطرت لي فكرة.

عيسى: تفضل يا أستاذ قل، ما هي؟

الأستاذ عيسى: أرى أن نبدأ النشر غداً، فهروب ملاك غيّر مجرى الأحداث، ما رأيك؟

عيسى: خير البر عاجله، أتفق معك، أعتقد لا مجال لدينا للتأجيل .

في صباح اليوم الثاني، وبعد مرور أربعة عشر عاماً على ذكرى العدوان، تمتلأ شوارع العاصمة بصرخات بائعي الصحف بعبارة واحدة: إقرأوا، في ذكرى العدوان، ملاك: من تحت الأنقاض إلى المصير المجهول" بدأت الناس تتهافت على شراء الصحيفة، وصارت قصة ملاك حديث الشارع.
كان كاظم يتناول وجبة الإفطار مع والده في شرفة الشقة التي تطل على إحدى اجمل شوارع حيّ الأمراء، وبعد أن انهى إفطاره جاءت عاملة المنزل بالجرائد كعادتها إلى كاظم، وبدأ في تصفحهم.
الحاج أحمد: هل من جديد يا ولدي؟
كاظم: لا يا والدي لحدّ الان لا جديد.
ثم فجأة يلتفت كاظم للخبر المكتوب بالبونت العريض في الجريدة على الطاولة، و بدأ يقرأ المكتوب بصوتٍ مسموع: ملاك من تحت الأنقاض إلى...... المصير المجهول.

الحاج احمد: ما هذا يا ولدي؟

كاظم: هذه قصة فتاة في ذكرى العدوان، ويبدو أنهم عثروا عليها تحت الأنقاض.

الحاج أحمد: لا حول ولا قوة إلا بالله، إقرأ لي حكايتها يا ولدي.

وبدأ كاظم في القراءة لوالده : كان عباس هو من مدّ كفوفه وكأنه يقول لها : يا نفس من بعد البراءة هوني، لم يعلم عباس وهو يخاطر بنفسه، انّ نهاية حياته لن تكون هنا، وأنها ستنتهي بشكلٍ مختلف.

المكان حيّ الأمراء، والزمان ذكرى العدوان، والبطلة طفلة لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات
#مهاجرة_إلى_الله

#أسألكم_الدعاء

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_الثانية_عشر

اقترب حسين أكثر منها ثم جلس على السرير وهو ينظر إلى ملاك بابتسامة غاية في البراءة: أنتِ جميلة. إلا أنّ ملاك دون اكتراث تسأله: حسين، هل تلك المرأة صمّاء؟

فضحك حسين وقال: تقصدين السيدة حكيمة؟ ههههه

ملاك: هل اسمها حكيمة؟ لا أعرف تلك السيدة الكبيرة في السن، ناديتها مراراً ولكنها لا ترد.

حسين: اممم هي في الحقيقة سيدة غريبة الأطوار، احياناً تكون طيبة جداً وأحياناً صامته لا تتكلم، وأحياناً عصبية جداً. لكن لا تخافي أنا معكِ وسأحميكِ، اتفقنا؟ وهو يمدُّ يده مصافحاً، فتمدُّ ملاك يدها متجاوبة وهي تبتسم ببراءة: اتفقنا يا صديقي.

يعود حسين إلى سريره بعد أن يُغطي ملاك بذلك الغطاء المهترء، ويحاول طمأنتها، بينما تغمض ملاك عينيها مبتسمة وكأنّ ثمة أمل يطرق بابها من جديد.

في اليوم التالي كان عباس يجري وراء البحث عن قانون في وزارات الدولة، يخوله للتواصل مع الميتم بشكل رسمي ليطمئنّ على ملاك، وأن يأخذها معه لقضاء وقت مع أولاده كما كان يخطط، إلا أنه وبعد مراجعة أكثر من قسم لم يتوصل إلى أيّة نتيجة، فخرج وقت الظهيرة وهو في حيرةٍ من أمره، يفكر في أمر ملاك من جهة، وفي قرار نقله من مقر عمله إلى بلدة بعيدة من جهة أخرى، وفي وضع زوجته المتذمرة من الوضع، وهو في خضمّ أفكاره وفي أثناء عبوره الشارع لم يلتفت إلى شاحنة مسرعة قادمة من الإتجاه المعاكس فتصطدم به بقوة لترفعه عالياً ليقع على الأرض مجدداً وهو يلفظ انفاسه الأخيرة، وكان يردد إسماً واحداً فقط " ملاك، ملاك.." في الميتم استيقظت ملاك فزعة وهي تبكي بحرقة: عمو عباس عمو عباس، هو يناديني، خذوني إليه.

فاجتمع أطفال الميتم حول سريرها، وعمّ المكان فوضى وضجيج، وفجأة وإذا بمديرة الميتم السيدة هند تدخل عليهم وقد انتفخت أوداجها وإذا بها تزمجر في غضب: كفى أيها الحثالة، اصمتوا جميعكم، ما هذه الفوضى؟ كلّ واحد يعود إلى مكانه ويرتب سريره حالاً، وانتظروا العقاب الذي سيأتيكم، وتخرج لتغلق الباب بقوة، بينما جمُد الأطفال في مكانهم هلعاً ورعبا، حتى انّ وسام ذو الثلاث سنوات تبوّل في مكانه من شدّة الخوف

#مهاجرة_إلى_الله

#أسألكم_الدعاء
#رواية #بقلمي

#لانجيز_النشر

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya