يريدون منا أن يعتلي العجز صدورنا وكأنه فارس امتطى جوادا معه سيف صنع بمعدن لا يقدر الحديد على قوته -صنع بمعدن العار- وأسرجه بسرج من ذل وصغار يسارع الريح ليجندل أعزلًا كريم النفس يأبى الذلة والصغار، هذا الفارس اللئيم الخسيس أرسله طغاة جبابرة، قادهم ذلهم كما الكباش الخانعة يسوقها حمار يوجهها أينما شاء إلى وجهة ضائعة، يأبون أن يتمتع الناس بعزة أنفسهم وشموخ رؤوسهم، يأبون إلا أن تكون مطأطة دائما إلى أسفل لأنها لو ارتفعت لكانت رؤوسهم مترجلة عن جسومهم؛ طار الفارس بفرسه ليحصد نفس حر أبيّ أبى أن يعيش كما يريدون في دياجير من الخزي والعار، أبى أن يحيا إلا عزيز النفس كريمها فهل له ما أراد؟ أم يكون مصيره كما الشعلة التي تضيء ظلمة الغرفة قبل أن تنطفئ وقد اجتمع حولها البعوض والفراش؟
أقول: لو كانت شعلة فلا بد لها من أن يجتمع حولها البعوض والفراش؛ ولكن يكفيها شرفا أنها تنير الظلمة وتبعث في النفس الطمأنينة والسكينة،
فهل ترى يصل الفارس إلى هدفه أم ينجو صاحبنا الكريم؟
لعن الله كل خسيس خانع …