View in Telegram
• [ تميّزُ الداعية في اللِباسِ علامة شرّ! ] من واجبات الداعية إلى الله أن يُتقنَ عمله ويتخذّ من الأسباب والوسائل ما يفيد الدعوة ويحقق مصالحها، وأن يمتنع ويزهد عما يضرّ بها ولو كان أمرًا يسيرًا، وهذا من تمام الإتقان الذي يحبّه الله، وكذلك من كمال الاستشعار بعظم ما يقوم به وأنّه يمارس "مهمة الأنبياء" عليهم الصّلاة السّلام. ومن تمام الإتقان وكمال الاستشعار للدعوة أن يتخذ من الأسباب ما تُعين على قبول الناس للدعوة وتلقّيها بصدرٍ رَحِب، ومن ذلك أن يشعروا بأن الداعية شخصٌ منهم ينتمي إلى مجتمعهم ويعيش ما يعيشون، وأن يُزيل ما يمنع ذلك. وهناك بعض الأمور التي تضاد ذلك مايزال بعض الدعاة -والمجاهدين- مصرًّا عليها، منها: لبس "الأفغانيّ"!. ولبس الأفغاني لا يخرج عن كونه مُخالفةٌ لسُنة رسول الله ﷺ، وقد يصل إلى حدّ الابتداع في دين الله إذا ما اعتقد أن هذا اللباس من "دين الله" وهو أمرٌ يلمسه المرء من بعض الإخوة الفضلاء عفا الله عنا وعنهم. وفي الإصرار على لبس الأفغاني ضررٌ على الدعوة كون هذا اللبس قد ارتبط في عقول الناس ونظرهم أنه لبس خوارج "الدولة"، أو على الأقل هو لبسٌ يُظهر الداعية كشخص مُتميّز عن الناس "غريب الطور" لا يمتّ للمجتمع بصلة، مما يُفقد الداعية القبول ويعود على الدعوة بأثرٍ سلبيّ. وللشيخ #عبدالعزيز_الطريفي -ثبّته الله وفرّج عنه- قولٌ في شأن اللِباس يبين فيه الحقّ أرجو أن يعقله سادتنا الدعاة -والمجاهدون- وفّقهم الله وبارك فيهم: (لا يوجد في الإسلام زيّ خاصٌ للصالحين والعلماء، بل يوجدُ زيٌّ خاصٌ للمسلمين وزيٌّ خاصٌ بالكفّار. ولبس العلماء للعِمامة من العادات وليس من العبادات، فإذا أدخلتَها في العبادات أدخلتَ في دين الله ما ليس منه. فانظر إلى أهل بلدك والبس، ولا تكن مُتدينًا أو عالِمًا تقولُ: "ألبسُ كما اختلفُ عنهم"، هذا خطأ! فالنبيّ ﷺ يلبسُ كسائرِ النّاس. لهذا العالِم والصّالح والزّاهد والعابِد لباسهُ يكونُ مثل لباس الخبّاز والحدّاد والنجّار وغير ذلك على حدٍ سَواء، ولهذا النبيّ ﷺ كان يجلس مع الصحابة ولا يعرفه أحد!، ولهذا نقول أن التّميز بين المسلمين باللِباس علامةُ شرّ!. فالإنسان يلبسُ كما يلبس أهل البلد شريطة ألا يكون تشبّهًا أو حريرًا أو شُهرةً أو إسبالًا وغير ذلك مما حرّمه الله) -شرح لمعة الاعتقاد المجلس الثالث، مع بعض التّصرّف البسيط-. وذلك كان تناولٌ للجانب الشرعيّ من المسألة، وهناك جانبٌ فكريّ توعويّ يحدثنا عنه المهندس #أحمد_سمير -ثبّتهُ الله وفرّج عنه- في قولٍ مسطورٍ جميلٍ حول "التّميّز والاختلاف الشّكليّ" الذي تصرّ عليه بعض المكونات "الإسلامية"، يقول: (من أكثر ما یؤثر في النفوس تآلفًا وتناكرًا هو الاختلاف الشّكليّ، ولاختلاف الظاهر تأثیرٌ على الاختلاف في الباطن، یقول النبيّ ﷺ: (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم). هناك حدودٌ قد یحدها الشرعُ فیما یتعلّق بالظاهر كالأمر باللحیة والنّهي عن القزع وغیر ذلك، إلا أن بعض التیارات والجماعات والتنظیمات "الإسلامیة" صارت تتوغل في مخالفة الناس شكلیًّا أكثر مما جاء به الشرع بكثیر!، كإصرار بعضهم على الثوب الأفغانيّ أو على العمامة أو على تطویل الشعر في مجتمعات لم تعتد على ذلك بما یجعل الشعوب تعتقد أنهم غریبو الأطوار!! أهمُ شرطٍ للوصول بالقضیة للشعوب هو البُعدُ عن كل ما یفصلك عن الناس شعوریًا ووجدانیًا بدون داعٍ، یجب أن یستشعر الناس أن الثّوار هم منهم ومثلهم ویتحدثون بنبضهم، وأن فكرة الثورة هي فكرة كل واحد فیهم، ولیس المُراد أن تعجبهم الفكرة وكفى، بل مقصدي أن ینتموا هم إلیها ویحسّوا أنّها تُعبّر عمّا في أعماقهم، ولذلك طریقة العرض السیاسيّ والدعایة الانتخابیة المعهودة لا تحقق ثورة لأنّها تخلقُ أنصارًا بینما الثورة تخلق تیارًا، والفارق بین خلق الأنصار والتیار كبیرٌ جدًا) -معركة الأحرار-. وقول الشيخ والمهندس لا يختصّ باللباس فقط، بل قد يُعمّم على كل العادات والأساليب المستخدمة في الدعوة إلى الله، لتكون الدعوة على بصيرة وبحُسن عرضٍ يستطيعان إحداث وترسيخ التغيير في الأرض وتنمية الإصلاح في المجتمع، وليست مجرد جهود ومحاولات يمارس فيها الداعية "هواية" للترويح أو "وظيفة" يؤديها لا يهمه النظرُ في مدى الفائدة المرجوة مما ينافي الإتقان والاستشعار، قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾. ¬
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily