خرجَ المسلمون يوماً لقتال الروم، فلما التقى الجيشان خرجَ فارس من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج له رجل مُلثَّم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس آخر من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه نفس الرجل الملثم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله!.
ثم خرج فارس ثالث من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه نفس الرجل الملثم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله!
فاجتمع عليه المسلمون يريدون أن يعرفوا من هو، وهو يمسك بلثامه خشية أن يعرفه أحد، فقام رجل يُقال له أبو عمر ونزعَ اللثام عن وجهه فإذا هو عبد الله بن المبارك! فقال لأبي عمر: ما حسبتكَ ممن يُشنِّعْ علينا يا أبا عمر!
أراد عبد الله بن المبارك أن يكون جهاده خبيئة بينه وبين الله تعالى، لا يدري بها أحد من خلقه، واعتبرَ أن كشف وجهه من قبل أبي عمر فضيحة له!
إلى هذا الحد بلغَ به الإخلاص، أن يخفي وجهه في موضع لا تُخفى فيه الوجوه مخافة أن يرى الناس حسن صنيعه فيثنون عليه وهو يريد أن يبقى جهاده في سبيل الله سراً بينه وبين الله!..
عن ابْنِ عَبّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: "… قالَ رَسولُ اللهِ -ﷺ-: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لي في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسانِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، واجْعَلْ في نفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لي نُورًا»" [صحيح مسلم (٧٦٣)].
▪️قال الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله- معلـقًا على الأثر: "هذا النور ينبغي أن يكون مطلبًا للمُسلم يَسعى حثيثًا للاستكثار منه، وأن يكون له منه الحظ الأوفر. =>لفتة: إذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا خرج إلى صلاته سأل هذا السؤال المُفصَّل في النور، وأخبر أن الصلاة نور، فما هي حال المُتهاونِين في الصلاة؟ ألهم حظ من هذا النور، أم هم بِتهاونهم في الصلاة يَعيشون الظلمة؟، يعيشون حياة الظلمة، تَكتنِفُهم الظلمة من كل جهاتهم، وفي جميع ذرَّاتهم.
▫️ وهذا نَستفيد مِنه فائدة: أنَّ العبد لا مَخرج له مِن هذه الظُّلمة إلا بالطَّاعة، والعبادة، والذِّكر، والصَّلاة، والإقبَال على الله -سبحانه وتعالى-، فكلما عَظُم هذا الإقبَال على الله ذِكرًا، وصلاةً، ودعاءً؛ عَظُم حظ العبد ونصيبه من النُّور. نسأل الله -عزَّ وجلّ- أن يُعظِم لنا أجمعين مِن هذا النُّور؛ نور الإيمان ونور الذّكر ونور الطاعة لله جلَّ في علاه".
قَنَاةُ مُحَمّدُ بْنُ عَلِيّ الْدَّعَوِيَّة pinned «• فضل قراءة الإخلاص والمعوذتين قبل النوم • ▫لبعض سور وآيات القرآن الكريم آثار جليلة، وفوائد عظيمة، ومن هذه السور سورة الإخلاص، وسورتا الفلق والناس؛ وهما المعروفتان بالمعوذتين، وهاتان السورتان الأخيرتان فيهما شفاء من عين الإنسان والجان . ◽فقد روى الترمذي…»
ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ التي إنتشرت في وقتنا الحاضر و هي بدع محدثة لا أصل لها في الشرع :- 1. ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻰ ﻛﺬﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ·ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻋﻪ .
❍ قال النووي في "شرح مسلم" : " قاتل الله واضعها ومخترعها , فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة . وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر " انتهى .
❍ وقال ابن عابدين في "حاشيته" (٢/٢٦) : " قال في "البحر" : ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب في أولى جمعة منه وأنها بدعة . . .
❍ وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله : هل تجوز صلاة الرغائب جماعة أم لا ؟ فأجاب : " أما صلاة الرغائب فإنها كالصلاة المعروفة ليلة النصف من شعبان بدعتان قبيحتان مذمومتان وحديثهما موضوع فيكره فعلهما فرادى وجماعة " انتهى . "الفتاوى الفقهية الكبرى" (١/٢١٦) .
❍ وقال ابن الحاج المالكي في "المدخل" (١/٢٩٤) : " ومن البدع التي أحدثوها في هذا الشهر الكريم (يعني شهر رجب) : أن أول ليلة جمعة منه يصلون في تلك الليلة في الجوامع , والمساجد صلاة الرغائب , ويجتمعون في بعض جوامع الأمصار ومساجدها ويفعلون هذه البدعة ويظهرونها في مساجد الجماعات بإمام وجماعة كأنها صلاة مشروعة . . . . وأما مذهب مالك رحمه الله تعالى : فإن صلاة الرغائب مكروه فعلها ، لأنه لم يكن من فعل من مضى , والخير كله في الاتباع لهم رضي الله عنهم " انتهى باختصار .
❍ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فأما إنشاء صلاة بعدد مقدر وقراءة مقدرة في وقت معين تصلى جماعة راتبة كهذه الصلوات المسئول عنها : كصلاة الرغائب في أول جمعة من رجب ، والألفية في أول رجب ، ونصف شعبان . وليلة سبع وعشرين من شهر رجب ، وأمثال ذلك فهذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام , كما نص على ذلك العلماء المعتبرون ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع , وفتح مثل هذا الباب يوجب تغيير شرائع الإسلام , وأخذ نصيب من حال الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله " انتهى . "الفتاوى الكبرى" (٢/٢٣٩) .
❍ وسئل شيخ الإسلام - أيضاً - عنها فقال : " هذه الصلاة لم يصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة , ولا التابعين , ولا أئمة المسلمين , ولا رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا أحد من السلف , ولا الأئمة ولا ذكروا لهذه الليلة فضيلة تخصها . والحديث المروي في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بذلك ; ولهذا قال المحققون : إنها مكروهة غير مستحبة " انتهى . "الفتاوى الكبرى" (٢/٢٦٢) .
❍ وجاء في "الموسوعة الفقهية" (٢٢/٢٦٢) : " نص الحنفية والشافعية على أن صلاة الرغائب في أول جمعة من رجب , أو في ليلة النصف من شعبان بكيفية مخصوصة , أو بعدد مخصوص من الركعات بدعة منكرة . . .
هذه من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم إختلافاً كثيراً. والناس بحاجة إليها.
والأقرب في ذلك -والله أعلم- ما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية، أن المرجع في ذلك إلى العرف فما عده الناس سفراً فهو سفرٌ تقصر فيه الصلاة. وقال:" تحديد السفر بالمسافة باطل في الشرع واللغة". وقال أيضاً:" والتمييز بين المقيم والمسافر بنية أيام معدودة يقيمها ليس هو أمراً معلوماً لا بشرع ولا لغة ولا عرف".
واختار هذا شيخنا ابن عثيمين وانتصر له في مواضع كثيرة من كتبه، لاسيما" الشرح الممتع" ففيه تفصيل بديع مع ذكر مذاهب الأئمة.
وذكر في أثناء درسه في "شرح زاد المستقنع عند هذه المسألة رسالة أبي البراء غسّان البرقاوي في القصر، وأثنى عليها وقُرئت عليه وأنا حاضر. وكان قد علّق عليها، وأمر بتصويرها وتوزيعها علينا.
انظر:" مجموع الفتاوى"(١٠٥/٢٤). "الشرح الممتع"(٣٧٨/٣).