## سياسة التجويع
إن الغارات الإسرائيلية المتواصلة والحصار الشامل الذي يحول دون دخول جميع المواد الغذائية والطبية إلى شمال غزة -برأي لاندو- سياسة تجويع متعمدة. وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن إسرائيل شرعت في منع دخول المواد الغذائية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي قبل 5 أيام من العملية العسكرية.
ووصف الكاتب الإنذار "النهائي" الذي وجهته واشنطن لإسرائيل الشهر المنصرم بالسماح بدخول شحنات المساعدات إلى شمال غزة في غضون 30 يوما بأنه "سخيف".
وأشار إلى أن سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في شمال غزة لم تقتصر على منع دخول المواد الغذائية. ففي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصف الجيش مخزن الطحين (الدقيق) الوحيد في المنطقة، "وهي جريمة حرب واضحة وضوح الشمس، وتشكل جزءا مهما من قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية". وبعد 4 أيام، أغار الجيش على مركز لتوزيع الغذاء تابع للأمم المتحدة في جباليا، مما أسفر عن مقتل 10 .
## العقل المدبر لخطة الجنرالات ومؤيدوها
ووفقا للمقال، فإن العقل المدبر للخطة، الذي كشف عنه الصحفي عمري مانيف من القناة الـ12 الإسرائيلية، ليس هم جنرالات الجيش الإسرائيلي، بل منظمة "تساف 9" اليمينية، التي يعتبرها لاندو هي المسؤولة عن إحراق شاحنات المساعدات الإنسانية قبل دخولها إلى غزة، والتي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مؤسسها شلومو ساريد.
وطبقا لتقرير مانيف، فإن ساريد هو الذي ربط بين إيلاند ومنتدى قادة ومقاتلي الاحتياط، الذي نشر الخطة. ومن بين مؤسسي المنتدى، اللواء احتياط غابي سيبوني من معهد مسغاف، الذي انحدر من معهد الإستراتيجية الصهيونية المنحل.
ومن بين مؤيدي هذه الخطة أيضا منتدى كوهليت للسياسات "سيئ السمعة" -وهو مركز أبحاث يميني مسؤول عن كثير من الخطط الرئيسية للحكومة الحالية- بالإضافة إلى سياسيين يمينيين كثر "مشبعين بالكراهية والرغبة الجامحة في الانتقام"، على حد تعبير كاتب المقال.
ويقول لاندو إنه على عكس ما يصرح به القادة العسكريون والسياسيون في إسرائيل، فإن الخطة نفسها هي "جريمة حرب"، كاشفا عن أن الجيش لم يقدم أي مهلة لإجلاء المدنيين، وأن الهدف النهائي للخطة ليس عسكريا بل سياسيا، وهو إعادة توطين (اليهود) في غزة.
### توقعات
وعن تداعيات انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة على الأحداث الجارية في قطاع غزة ودولة الاحتلال، توقع الأستاذ الجامعي أنه في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن القيادة الإسرائيلية سوف تتنفس الصعداء، لأنه لن يعترض على أي خطة إسرائيلية مهما كانت وحشية، وذلك لأنه "لا يعرف الفرق بين غزة وإسرائيل".
أما إذا فازت مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، فإنها لن تغامر بالإدلاء بأي تصريحات قوية في خواتيم حملتها الانتخابية، فمن المؤكد أنها لن تخاطر بفقدان أصوات اليهود الديمقراطيين.
أما أوروبا -والحديث لا يزال لعيدان لاندو- فإنها لا تمتلك أي أدوات للتأثير على إسرائيل في المستقبل القريب، مما يعني أن "الخلاص" لن يأتي إلا من قبل واشنطن.
وخلص المقال إلى أن كل ذلك يتيح لإسرائيل فرصة شهر واحد أو شهرين لتكثيف عملية الإبادة في شمال غزة، ولن يقف في وجهها أي شيء خلال هذه الفترة أو ربما بعدها.
ومع ذلك، فإن الكاتب لا يتوقع أن تحقق الخطة نجاحا، والسبب في ذلك يكمن في صمود أهالي غزة، الذين يقول عنهم إنهم لن ينصاعوا للإخلاء الطوعي، لأنهم قد ألفوا الرعب على غير طبيعة البشر المألوفة.
وأضاف أنه حتى الإبادة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي أداة "إرهاب"، لم تكن كافية لإقناع سكان شمال غزة بالإخلاء "طواعية".
المصدر : الصحافة الإسرائيلية