حقيقة بعض مدعي الانتساب إلى السلف أنهم (شعاراتيون) فحسب، يلعبون بالشعارات تقديمًا وتأخيرًا، وإظهارًا وكتمًا، فإذا أرادوا هدم قول من يبغضون رفعوا شعار اتباع الدليل وذم تقليد الرجال، وإذا أرادوا حماية قول من يرضون أخَّروا السابق وقدَّموا شعار احترام العلماء والصدور عنهم والتوقِّي من الطعن فيهم.
وإذا كان التاجر يقلِّب المال لغرض الربح، فأولئك يقلِّبون الشعارات لغرض المدح لأنفسهم والقدح في خصومهم.
وأمثال هؤلاء لا يُحفظ بهم دِين ولا تُعمر بهم دنيا، وإنما تتفرَّق بهم القلوب، وتتشوَّش بهم الخواطر، وتضطرب بهم الأفهام.