View in Telegram
منذ قرابة شهر تقريبًا، نشر حساب (وحدة العمليات النفسية) المُسمّاة بالوحدة الرابعة في الجيش الأمريكيّ 4th Psychological Operations Group أقول، نشرت هذه الوحدة مقطعًا مرئيًا ضمن سلسلة مقاطع استعراضية حول تفوّق الجيش الأمريكي وحلفائه وأدواتهم السيكولوجية في نطاق (الحرب النفسية) يبدأ المقطع المرئيّ المُصمّم بعناية باقتباس عريض يقول: إنّ أخطر سلاح يملكه القاهر في يده: عقلُ المقهور! “The most dangerous weapon in the hand of the oppressor is the mind of the oppressed” يُنفق الغرب المليارات من أموالهم، وعشرات السنين من أعمارهم، كي يستدخلوا للحظة واحدة فكرة تفوّقهم في أذهاننا مرّة واحدة وللأبد! في لحظات كهذه، وحين تسير الأمور بغير الطريقة التي نتمنّاها، نملك خيارًا بفرض رواية لا يحبّ الغرب سماعها! أن تقهر عدوّك، بعدم قبول روايته الوحيدة للأحداث! بول أوستر الروائي الشهير، قال ذات مرّة: "القصص تحدث فقط لأولئك القادرين على روايتها" ما هي القصص التي نرويها عن أنفسنا؟ إن كُنّا عاجزين عن تداول ضحكات الأطفال وصمود المُجاهدين ورقصات الفتيات فوق الحطام، فمَن هذا الذي نُكافؤه برواية بُؤسنا وهزيمتنا فقط؟ ومَن هذا الذي سيقدّس دماءنا حين لا نملك في جعبتنا سوى رواية العجز واليأس والخذلان؟ هذا بلاء وهذه مأساة ومصير لم يختره النّاس لأنفسهم، ولكنّهم وجدوا أنفسهم مدفوعين فيه. ورواية الصمود لا تلغي عذابات شعبنا ولا تُسخّف منها، صاغها الراحل حسين البرغوثي ببراعة ذات مرّة، حين قال: "ولَنا أهلٌ وبلادٌ يا سيّد نحزن مثلَ بَقيّة خلق الله ويُؤلمنا أنّ الخُطى تنفصل كأنهار الخرائط يا سيّد.. وجدنا الحياة فعشناها ومَن كُتبَت عليه خُطىً.. مَشاها" في كتابه الممتاز المُعنوَن بـ "ما لا يقتلنا.. يخلقنا: مَا نُصبِح عليه بعد المأساة والصدمة" يقول مايك مارياني: "نحن نروي لأنفسنا القصص كي نعيش إنّ وضع الصعوبات التي نَمرُّ بها ضمن سياق أكبر، يحوّلها من آلام ومعاناة إلى مَرْهَم فعال كي نتعافى من جِراحنا!" الهزيمة ليست في أن تسقط أرضًا، الهزيمة أن تنسى، أن تنسى أن تنتقم أن تنسى دماء الشهداء وآلام إخوتك الهزيمة أن تنسى أن تردّ الإهانة ولو بعد حين الهزيمة أن تمنح عدوّك نشوة انتصاره عبر تردادك السلبيّ لتقهقرك واستسلامك! استكمالًا لنقاش واسع خضّته سابقًا مع مُنى في بودكاست البلاد، أكتب هنا في هذا المقال برفقة الزميلة مريم، مادة أكثر مباشرة حول ميكانيزمات الصمود عبر ثلاثية: ردّ الإهانة، سرد الذات، وصناعة الأبطال! إن كان من صمود للشعب الفلسطيني والمقاومة، فهو لا شك يكمن في التفاصيل الحميمية لثقافة الفلسطينيين أنفسهم، في حكايا جداتهم، وفي إرثهم وقصصهم عن ذواتهم، وفي إنتاجهم لأبطالهم واحتفائهم بالمقاومين من أبنائهم، إذ تُشير دراسات عدة إلى أن المجتمعات والأفراد الذين يحظَون بصورة ذهنية عن أبطالهم هُم أقدر على تجاوز الأزمات والتعافي من الكوارث والحروب، وكذلك كل رأس المال الاجتماعي الذي تحمله الشعوب الصامدة من نسيج مجتمعي متكافل يحرص على رواية قصصه وبطولاته ويعتني أفراده بعضهم ببعض. والله غالبٌ على أمره
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily