وصورتانِ لخطوةٍ قد حاولتْ
قد حاولتْ
قد حاولتْ
أنْ تَهَديَ الشرقَ المَشَاعا
يا أهْلَ لبنانَ... الوداعا
إسمان للتوحيد نحن :
على مشيئتنا أردنا أن نكونَ
ولا يكونَ الناسُ في الدنيل متاعا
يا أهْلَ لبنانَ... الوداعا
والآن ’ أكملنا رسالتنا
إذْ اُتَّحدَ الشقيقُ مع العدوِّ
ولم نجد أرضاً نُصَوِّب فوقها
دَمَنا
ونرفعه قلاعا
ي أهْلَ لبنانَ ... الوداعا
اليوم إنجيلُ السوادْ ’
اليومَتابَتْ مريمٌ عن توبةِ التوباتِ وارتفع الحدادْ
إلى جبين الله
واُختفتِ الملائكةُ الصغيرةُ
في أكاليلِ الرمادْ...
والبحرُ أبيضُ
هذه سُفني الأخيرهْ
ترسو دمع المدينة , وهي ترفع رايتي,
لا رايةٌ بيضاء في بيروت
شكراً للذي يحمي المدينة من رحيلي
للَّتي مَدَّتْ ضفيرتها لتحملني إلى سفني الأخيرهْ
أين تذهبُ ؟
ليس لي بابٌ لأفتحَهُ لفارسيَ الأخيرْ
والسبتُ أسودٌ ,
ليس لي قلبٌ لأخلعَهُ على قدميكَ يا ولدي الصغيرْ
أنا لا أودَّع ’ بل أُوزِّع هذه الدنيا
على الزِّبد الأخيرْ
وأين تذهبُ ؟
أينما حَطَّتْ طيورٌ البحرِ الكبيرْ
البحرُ دهشتنا , هشاشتُنا
وغربتُنا ولعبتُنا
والبحرُ صُورَتُنَا
ومَنْ لا بَرَّ لَهْ
ولا بَحْرَ لَهْ...
..... بَحْرٌ أمامكَ’ فيكَ ’ بحر من ورائكَ.
فوق هذا البحر بَحْرٌ ’ تحتهُ بَحْرٌ
وأنتَ نشيدُ هذا البحرِ...
كَمْ كنا نحبُ الأزرقَ الكحليَّ لولا ظلنا المكسور فوق البحرِ,
كَمْ كن نُعِدُّ لشهرِ أيلولَ الولائمَ
عَمَّ تبحث يا فتيَّ في زورق الأوديةِ المكسورِ ؟
عن جيشٍ يحاربني ويهزمني فانطق بالحقيقةِ ثم أسأل : هل أكونُ مدينةَ الشعراء يوماً؟
عَمَّ تبحث يا فتىً في زورق الأوديسةِ المكسورِ؟
عن جيش أُحاربهُ وأهزمهُ,
وعن جُزُرٍ تُسمِّيها فتوحاتي , وأسأل : هل تكون مدينةُ الشعراء
وَهْمَا؟
عَمَّ تبحث يا فتىِّ في زورق الأوديسةِ المكسور عَمَّ؟
عن موجةٍ ضيعتها في البحرِ
عن خاتَمْ لأُسيِّجَ العالمْ بحجود أُغنيتي
وهل يجدُ المهاجر موجةً ؟
يجد المهاجر موجةً غرقتْ ويُرجعها مَعَهْ
بحر لتسكن ’ أم تضيعْ
بحلا لأيلولَ الجديدِ أم الرجوع إلى الفصول الأربعَهْ
بحر أمامك, فيك بحرٌ من ورائكَ
تفتح الموجَ القديمَ : وُلدتُ قرب البحر من أمٍّ فلسطينينةٍ وأبٍ
أراميٍّ . ومن أمٍّ فلسطينيةٍ وأبٍ عروبيٍّ . ومن أمٍّ
ويُحررون جمالهم مني...
أنا الحجر الذي شدَّ البحار إلى قُرون اليابسهْ
وأنا نبيُّ الأنبياءِ
وشاعرُ الشعراءِ
منذ رسائل المصريِّ في الوادي إلى أشلاء طفل في شاتيلا
أنا أوَّلُ القتلى وآخر مَنْ يموتْ
إنجيلُ أعدائي وتوراةُ الوصايا اليائسهْ
كُتَبتْ على جسدي
أنا ألفٌ ’ وباءٌ في كتاب الرسم ’
يشبهني ويقتلني سوايْ
كُلُّ الشعوب تعوَّدَتْ أن تدفن الموتى بأضلاعي
وتبني معبداً فيها
وترحلُ عن ثرايْ
وأنا أضيقُ أمام مملكتي
وَتَتَّسِعُ الممالك فيَّ,
يسكنني ويقتلني تزوَّجت أمي,
وأمي لم تكن إلاّ لأمي
خصرها بحرٌ ذراعاها سحابٌ يابسٌ
ونُعَاسُها مطرٌ ونايْ
وأنا أفيض أمام أغنيتي
وتحبسني خناجرها
يؤاخيني ويقتلني سوايْ
....وأنا نشيدُ البحرِ.
لا أرضى بما يرضي دَمَ الإغريقَ من ريحٍ تهبُّ لتنتهي المأساةُ
بالمأساة قد ذبحوك كي يجدوك كرسياً فلا تجلسْ
لأنَّ جميع آلهتي كلابُ البحرِ
فاحذرها ولا تذهب إلى القُربانِ....
إن الريح واقفةٌ
فلا تلمسْ يدَ القرصانِ،
لا تصعد إلى تلك المعابدِ
لا تصدِّقْ
لا تصدِّقْ
فهي مذبحةٌ
ولا تخمدْ هجيرك عندما يتقمَّص السجَّان شكل الكاهنِ
الرسميِّ,
إنَّ جميع هآلهتي كلابُ البحرِ
فاحذرْها
ودَعْ...دَعْ كلَّ شيء واقفاً
دَعْ كُل ما ينهارُ منهاراً ’
ولا تقرأ عليهم أيَّ سيءٍ من كتابكْ !
والبحرُ أبيضُ
والسماءُ
قصيدتي بيضاءُ
والتمساحُ أبيضُ
والهواءُ
وفكرتي بيضاءُ
كلبُ البحر أبيضُ
كل شيء أبيضٌ:
بيضاءُ ليلتُنا
وخطوتنا
وهذا الكونُ أبيضُ
أصدقائي
واللائكةُ الصغارُ
وصورة الأعداءِ
أبيضُ, كل شيء صورةٌ بيضاءُ هذا البحرُ ’ مِلء البحرِ’
أبيضُ
لستَ آدمَ كي أقول خرجتَ من بيروت منتصراً على الدنيا
ومنهزماً أمام الله
الأرضُ إعلانٌ على جدران هذا الكون,
حَبَّةُ سُمْسُمٍ ’ قتلاكَ
والبلقي سدى
فاعطِ المدى
إسم العيونِ المهملَهْ
لك أن تكون ولا تكونْ
لك أنْ تُكوَووَّنْ
أوْلا تُكَوِّنْ
كل أسئلة الوجودِ وراء ظِلِّك مهزلَهْ
والكونُ دفترك الصغيرُ,
وأنت خالقُهُ
فدوِّن فيه فردوس البداية, يا أبي...
أو لا تُدَوِّنْ
أنت... أنتَ المسألَهْ
ماذا تريدُ؟
وأنت من أُسطورةٍ تمشي إلى أُسطورةٍ
عَلَمَاً؟
وماذا تنفع الأعلامُ ...
هل حَمَتِ المدينَةَ من شظايا قنبُلَهْ؟
ماذا تريدُ ؟
جريدةً؟
أتفقِّسُ الأوراقُ دُوريّاً
وتغزلُ سنبُلَهْ؟
ماذا تريدُ؟
أشْرِطَةً؟
هل يعرف البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرةُ بالرياح