خذني كما أنا، بلا تردد أو تحفظ. لا أملك سوى روحي التي وهبتها لك بكل ما فيها من قوة وضعف، وكلاهما لك فيهما معنى. لا تحتاج للبحث عن الكلمات، لأن الصمت بيننا أبلغ من أي حديث. كل لحظة تجمعنا تحمل في طياتها معانٍ عميقة، دون أن نحتاج إلى وعود أو تفسيرات.
حينما يثقل عليك العالم، دعني أكون مكان راحتك. هنا، ستجدني دائمًا، ثابتًا، لا أطلب شيئًا سوى أن أكون بجوارك، حاضرًا حين تحتاج. حين تغيب عنك الشمس، سأكون النور الذي لا يخفت، أسبق كلماتك وأقرأ ما لا يقال.
في كل صمتٍ، أستمع إلى دقات قلبك، وأفهمك دون الحاجة إلى حديث. أنت لست عابرًا في حياتي، بل جزء من كياني. كل نظرة منك تخبرني بألف قصة، وكل لحظة نقضيها معًا تكتب تاريخًا لا ينتهي.
هاك كُلي، واتكئ. حينما تكون بخير، يكون كل شيء في مكانه، وحينما تبتسم، يتحقق في داخلي سلام أعمق من أي شعور. أنت البداية والنهاية، والحاضر الذي لا يغيب، والصورة التي لا تفارقني💙.
وأنا راكب في المواصلات، جات وحده قاعدة جنبي و شايلة ولد صغير وشنطة كبيرة مليانة هدوم، المكان بقى ضيق شديد، قمت شلت منها الشنطة وختيتها فوقي. شكرتني بابتسامة خفيفة، وقعدت بقيت أركز في الشارع، لكن فجأة جاها تلفون. في الأول ما كنت مركز مع كلامها لحد ما صوتها بقى عالي وقالت: "إنت بتهظر ولا شنو؟ أنا ما خايفة لأنو عندي راجل بجيب لي حقي وأنا ظالمة، فما بالك وأنا مظلومة".
اللحظة دي خلتني أتلفت ليها باستغراب، وبديت أتأمل في عيونها، كانت مليانة ثقة، كأنها بتقول إنو مهما الدنيا دارت، في زول واقف معاها. قفلت الخط وبقت تحاولت تتصل على زول كم مرة، وكل شوية تقول بصوت واطي: "إن شاء الله يرد، إن شاء الله يرد". لحد ما في النهاية رد، سلمت عليهو وأول كلمة قالتا: "يا معتصم، بعد كل الحصل بينا ، أنا ما عندي غيرك في الدنيا دي، إنت في النهاية أبو علي ولدي وكنت في يوم راجلي، يا معتصم أولاد عمي ظلموني وأكلوا حقي، وأنا وكلت أمري لي ربنا وليك". صوتها بقى يرتجف، وبقت تبكي.
كان من الممكن لما بيننا أن يكون شيئًا عظيمًا لو أنني تحليت بالصبر أكثر وتنازلت قليلًا عن بعض أحلامي، لو أنني آمنت بأنك ستدرك أفعالك التي تؤذيني، وستحاول أن تتجنبها، لو أنني انتظرت حتى تتعلم كيف تحبني كما أريد، لكنني اخترت أن أغادر.