ليس هذا الكلام كله عن أن «كل إنسان يستطيع أن يكون استثنائيا وأن
يحقق أشياء عظيمة» إلا تلاعبا بالأنا لديك. إنها رسالة لذيذة الطعـم عنـد
ابتلاعها لكنها ليست في حقيقة الأمر إلا طعاما خاليا من الحريرات يجعلك
بدينا منتفخاً من الناحية العاطفية الانفعاليـة... إنه «شطيرة ماكدونالدز
الضخمة، اللفظية من اجل تغذية قلبك وعقلك.
مفتاح صحتك العقلية هو (تماماً مثل مفتاح صحتك الجسدية) تناول ما
يلزمك من خضار ... أي قبول حقائق الحياة العادية: حقائق من قبيل «أفعالك
ليست لها في واقع الأمر أهمية كبرى على مسار الأشياء العـام» و«الشـطر
الأعظم من حياتنا سيكون مملاً ليس فيه ما يلفت الأنظار؛ إلا أن هذا
لا بأس فيه». ستجد طعم هذا الطبق من الخضار رديئاً أول الأمر. ستجده
رديئاً جداً. وسوف تحاول أن تتجنب قبوله.
لكنك لن تلبث أن تهضم هذا الطبق فيستيقظ جسدك في الصباح التالي
وهو يشعر بمزيد من القدرة والحيوية. وعلى الأقل، ستجد أن ذلك الضغط
الدائم الذي يدفعك إلى أن تكون شيئاً مدهشاً، إلى أن تكون شيئاً كبيراً، قد
انزاح عن ظهرك. وسوف يتبدد الضغط النفسي والقلـق الناجمـان عـن
شعورك الدائم بعدم الجدارة وبالحاجة الدائمة إلى إثبات نفسك. ثـم إن
معرفتك بوجودك الدنيوي، وقبولك لهذا الوجود، تحررك حتى تتمكن من
إنجاز ما أنت راغب حقاً في إنجازه من غير تأثر بأحكام الآخرين ومن غير
توقعات كبيرة لا أساس لها.
وسوف يصير لديك تقدير متنام لتجارب الحياة الأساسية: مسرة الصداقة
البسيطة، ومسرة ابتكار شيء ما أو مساعدة شخص في ضيق أو قراء كتاب
جيد أو الضحك مع شخص يهمك أمره.
هل تبدو هذه الأشياء مضجرة؟ لأنها أشياء عادية. لكن، لعلهـا عادية
لسبب وجيه تماماً: هي عادية لأنها كل ما له أهمية حقا!