يجلسُ على كُرسي مائل فى غرفةٍ يسوُدها الظلام ويملوُها الصمت وفى يدِه لُفافةُ من التبغِ ، يسحبُ منها أنفاسًا عميقة تصلُ إلى جوفِ صدره الذي سكنهُ الحزنَ سنينَ طويلة ويخرجُ منه دخانًا مع تنهيدةٍ فيها من اليأس ما يكفي وعلى وجههِ ملامحُ الانكسار حيثُ دارتِ بعضُ الحروبِ بداخلِ رأسه وكانت الفوضى فى جميعِ أنحاء العقل وعادت الذكرياتُ حاملةً معها أخطاءَ الماضي لِتقتُلَ الأمل فيه ويقبعُ الألمُ فى قلبِه الذي نزف حتى أصبحً جسدًا بلا روح .