( و تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ.. ) .. و ليس يأخذ بل ينزع وكأن المعنى والنازعات غرقا ! .. فترى الملك وهو ينزع منه كأنه الروح ! .. وهذا حال الظالم يتمزق والله ينزع منه ملكه وملكه كان روحه و أنفاس حياته .. فلا تظن أن كل العذاب في الآخرة بل إنهم يموتون في كل لحظة ألف موتة ..
تنادي الملائكة .. وصلَ المُتعبون بأمَـان.. ! وصلَ الذين في قُلوبهم سنين بُكاء تَقتربُ منهم الجنّة؛ فقد كانت تَعرفهم! يَتراكضون نحو الله؛ ويَنتهي الّليل
تَلَمّهم الجنّةُ؛ حفنةً حَفنةً مِن ضِفاف التّعب وفي سُـفن العطاء ؛ سنَضحك حتى تسيلَ الدّموع! سَينهمرُ المِسك ممّا نشَـاء.. سَـنُشعل فانُوس أحلامِنا، ونَحكي عن الأرضِ قبضةَ طينٍ ونهـر بُكـاء! سَنسهر بالقُرب مِن حزننا.. يا حُزننا.. سَتسألك الجنّة.. أرِني جِراحك.. حينها كُلُّ جُرحٍ مَقام.. يفيضُ الصّوت: كَـم ألَـمٍ.. كَـم هَـمٍّ.. كَـم تَـعب.. خُـذي ما شئتِ يا جنّة
مع كل قصة أشعر أن عقلي يكاد يطير .. لم يرد هذا في التاريخ مطلقاً .. هذا فوق كل خيال العقول .. و كل ما كتب في أدب السجون لم يصل قصة واحدة من قصص المفرج عنهم .. لا عزاء يا أحبتي إلا في الجنة .. لا عزاء لأعماركم إلا هناك ..
لا شيء في هذا العالم قادرٌ أن ينصف فتاة دخلت عزباء إلى المعتقل وخرجت بأطفال لا تعرف أباءهم ! .. لاشيء قادر أن يحمل عنها ذاكرة العذاب التي بين يديها إلا صوت نحيبهم و هم ينادون.. ( يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) .. لاشيء قادرٌ أن يعيد للأمهات أعمار الشباب التي فنيت في أقبية التعذيب إلا حكم الله وهم يصرخون ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ) .. لاشيء يمكن أن يشفي القلوب النازفة من شدة القهر لكل الحرمان من الحياة إلا مشهد القيامة ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) .. لاشيء قادر أن يشفي عذابات لا توصف في دهاليز تحت الأرض إلا حكم الله عليهم ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) .. اللهم لك الحمد على أن النار حق و الجنة حق .. لك الحمد على حكمك يوم القيامة : يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت ! لك الحمد على يوم القيامة .. فلا شيء سينصف في الدنيا إلا حسابك و جزاءك …
لكل أحبتي في الشام ..ومن الشام و الله عيني لا تستطيع النوم .. كيف هي قلوبكم .. كيف هي خيالاتكم ..و كيف للأنفاس أن تحتمل كل هذا الفرح ادعوا لأمتنا كل أمتنا فكلنا نشتاق إلى هذه اللحظة العظيمة
ما عاد الجمال يولد .. صار يصنع في عيادات التجميل .. و صارت النساء كلهن متشابهات .. و الفتنة لونها واحد و شكلها واحد و إيقاعها مزيف و باهت .. ولا خصوصية للجمال .. فالكل نسخة متكررة يمكن أن تلتقط العين ذات التفاصيل في كل وجه .. و على الرجل في سوق النخاسة العالمية أن يختار و يدع كما يشاء .. ربما أساءت المرأة في عرضها لنفسها فوق ما كانت تظن أو تتوقع .. إذ قيمة الجمال في خصوصية تفاصيله و في إخفاء بعضه و التمنع و التسامي يزيد قيمة الأنثى .. و ما سهل الوصول إليه سهل الاستغناء عنه و ما كل المعروض صار مبهراً فقد اعتادت عين الرجل هذا الكلأ المباح !
خمس سنوات هي عمر مشكاة Mishkah هي حكاية النور في سفر الآخرة .. و قبلها كنا نتوه في ضباب الفوضى .. حتى إذا ولدت بصيرة الوعي في مشكاة رأينا الطريق واضحاً .. كل الدعاء بنعيم الدنيا و الآخرة لكل يدٍ مدت إلى مشكاة عونها و جهدها و ما تركت رغم عوائق الحياة .. و في مشكاة سنظل نقول لولا الله ثم جند أخفياء ما كنا و لا كانت مشكاة … اللهم صب عليهم الخير صباً صباً و أعطهم سؤلهم واجمعنا بهم على حوض نبيك صلى الله عليه وسلم .. و نحن نخبره أننا حاولنا أن نرفع لله في زمن الغربة راية !
لا أعرفها .. لكنها قرأت الخطوة الأولى من كتاب منهجية السير إلى الله فهرولت إلى الله و تصدقت بكل ما تملك .. فرأت في منامها منادياً يناديها .. ستدخلين الجنة بصدقة قلبك ! .. و الله ما أردت من هذا الكتاب إلا أن يصل بالقلوب إلى الله .. اللهم تقبله بقبول حسن .. واجعله في يد الأجيال ..
الحب يُبنى .. يُبنى يوم تتشبث بمن أحببت وأنت تبحر وسط العاصفة .. يُبنى و أنتما تمسكان المظلة في المطر الهادر .. يُبنى برصيد الأيام عبر ذاكرة فيها الرحلة و الطريق و فرحة الوصول .. يُبنى يوم نقول سوياً لقد نجونا .. نحن سوياً بخير .. و فقط الزواج الناجح هو الذي يجعل الأيام السعيدة أكثر سعادة .. والأيام الحزينة محتملة .. !
"الحرام، هو الفوضى التي تُربك كل شيء! يبدو كثيرا.. لكنه عاصفة تهبُّ على جذور النِّعَم، فتبدّدها تبديداً! فلا سكينة، ولا طمأنينة، ولا عافية، ولا شيء، سوى قلق وعذاب مُنهِك رغم كل ما يملكون من أسباب النعيم!
بل والله.. إنّ المحرّمات لتسلبُ أصحابها نعمة النوم الهانئ! وذلك بعضُ معنى: حربٌ من الله! ولله وحده، أدواته الخفيّة!"