هناك أسباب خاصة لكل واحد منا في اختياراته ...
فنحن لا نختار الوحدة عبثاً..
ولا نختار الإختفاء خوفاً..
ولا نختار الإبتعاد هرباً ..
حين نغادر القلاع ، نبحث عن سكينة النفس والروح وهدوء الفكر..
وﺍﻟﻮﺣﺪﺓ : ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻼ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﺣﺒﺎﺏ ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻮﻥ..
ويقال ، كما في اللغة أسماء ممنوعة من الصرف ، هناك في القلوب أشخاص ممنوعة من الحذف ، هي في الذاكرة وممنوعة من النسيان ..
ثم..
وراء كل باب في الحياة مخزن مليئ بالأسرار والأوجاع
والتفاصيل المُميته التي لا تحكى ..
فنحن في الواقع نغوص فوق أعماق الحزن الخامد في القلوب ونتظاهر بالفرح الزائف ..
فلا تحكم بظاهر الإنسان ، فباطن الأغلب مبعثر ..
لذلك..
بردت قلوبنا على أشياء كنا نعتقد ذات يوم أن لا طاقة لنا على العيش من دونها ..
وبعد..
نحن من صنع الهزائم الكبيرة التي لم نتوقعها..
ونحن من نجونا بأعجوبة من الغرق في اليأس..
النضج الذي نحن عليه لم يكن لولا الخيبات وصفعات الخذلان المتكررة..
نحن أقوياء لأننا قضينا أياماً نتألم ونتهاوى وحدنا في الظلام ، ونستيقظ في الصباح لنمارس طقوسنا لإننا على يقين بأن العالم لا يكترث لمأساتنا ولن يفهم أحد صعوبة ما نعاني منه..
نحن أقوياء لأننا كنا على وشك الإنهيار وواصلنا الثبات لأننا لم نكن نملك رفاهية الإنهيار..
قدرتنا على التجاوز كلفتنا الكثير..
نحن أقوياء لأننا استطعنا مواصلة الحياة رغمًا عن ضعفنا وهشاشتنا ، ورغمًا عن رغبتنا في الهروب من كل شيء..
قدرتنا على التغافل ولدت من رحم التفاصيل المميتة..
نحن أقوياء لأننا واصلنا الحياة رغم كل شيء كان يدفعنا للموت..