ان أشد ما أخافه هو أن يكلني الله إلى نفسي طرفة عين؛ إذ لا ارتياب في الهلاك حينها، فما كان الإنسان طوال تاريخه بدافع ضرٍّ عن نفسه أو رافع بأسٍ أو مُزيل غمًّ إلا بأمر الله، وما أشرق خيرٌ منذ فُطرت السماوات والأرض ولا غاب شر إلا بقدرته، وما كانت لتغني عنا قدرتنا شيئًا أبدًا.
ما استثقلتُ أمرًا من المهامِّ فدعوتُ «اللَّهمَّ احمل عنِّي» إلا ومرَّ خفيفًا يسيرًا أخف بكثيرٍ ممَّا هو عليه، وأُنجِز بلطفٍ شديدٍ استشعرتُ فيه معونةَ الإله، حتى وكأنَّني لست مَن قام بعمله.
فمَن أدمن الشَّكوى فليستبدلها بـ «اللهمَّ احمِل عني» وسيرى عجَباً بإذن الله.