📣 [فلنعمل.. ولا نكتفي بمجرد الأماني الخادعة!]
"لقد أدرك مسلمو العصور الأولى أن لهم الحق قبل سواهم في استغلال قوى الطبيعة التي سخرها الله لعباده، وعلى هذا فإن الاقتداء الصحيح بالرسول الأعظم وأصحابه يتطلب منا كذلك أن نعمل جاهدين كي نسخر كل ما حققته لنا العلوم الحديثة من سيطرة على الطبيعة في خدمة الحضارة الإسلامية التي نروم إنشاءها.
إن الشر والفساد لا يكمن وراء هذه القوى التي أخضعها الإنسان لإرادته بالعلم وبالبحث والمعاناة، ولكنه يكمن في الحضارة الملحدة التي تنمو وتترعرع على حساب جهده ونضاله.
إن
المذياع ليس شرًا في ذاته، ولكن الشر في روح الحضارة التي جعلت منه وسيلة لنشر الأضاليل وإفساد الأخلاق وإشاعة الميوعة والتخنث.
والطائرة ليست فسادًا في ذاتها ولكن الفساد كمن في روح الحضارة التي جعلت منها آلة مسخرة في يد «إبليس» تقذف النار والدمار على الآمنين.
والسينما ما كانت لتصبح عدوة للأخلاق لو لم تتحكم فيها روح الحضارة الشريرة وجعلها مباءة لنشر الفساد والفجور وإشاعة الفسق.
هذه الحضارة تنمو فروعها السامة وتزدهر لأن القوى الطبيعية التي سيطر عليها الإنسان سخرت بالتالي لخدمة هذه الحضارة وتحقيق فلسفتها في الحياة؛
فإذا أردنا أن نعمل لخير الإنسانية بتشييد الحضارة «السماوية» التي نبغيها ونحقق فلسفتها فلا مناص لنا من السيطرة على هذه القوى؛ لأنها كالسيف يفوز من يحمله؛ بِغَض النظر عن الغرض الذي سيستخدمه فيه شريفًا كان أم وضيعًا،
فإذا قنع هؤلاء الذين يستهدفون الخير للجنس البشري بالقعود وتمني الأماني دون أن ينتزعوا «السيف» من أيدي الخصوم فإن الخطأ خطؤهم وتبعة القعود عن نصرة الحق بالقوة تقع عليهم وحدهم دون سواهم.
إننا نعيش في عالم يحكمه قانون ثابت هو السبب والنتيجة وإنه لمن المستحيل أن يخرج هذا القانون الثابت عن قواعده من أجل إنسان من الناس أو أمة من الأمم".
🖥 [الشيخ العلامة: أبو الأعلى المودودي، رحمه الله
رسالته:
داء المسلمين ودواؤهم]
🔗 [الرابط الدائم
لقناة أبي عبد الرحمن الزبير]