روى ابن جرير الطبري في قوله تعالى: ﴿أم تأمرهم أحلـٰمهم بهـٰذا أم هم قوم طاغون } عن ابن وهب قال: قال ابن زيد، «كانوا يُعَدُّون في الجاهلية أهل الأحلام، فقال الله: أم تأمرهم أحلامهم بهذا أن يعبدوا أصناما بكما، صما، ويتركوا عبادة الله، فلم تنفعهم أحلامهم حين كانت لدنياهم، ولم تكن عقولهم في دينهم، لم تنفعهم أحلامهم»
عن مجاهد ﴿أم هم قوم طاغون﴾ قال: «بل هم قوم طاغون»
وهذا الذي رواه ابن جرير عن ابن زيد ذكره الثعلبي في [الكشف والبيان]، والواحدي في [البسيط] و[الوسيط]، والسمعاني، والزمخشري، وابن الجوزي، وأبو حيان.
قال الفراء: الأحلام في هذا الموضع العقول والألباب. وقال ابن قتيبة: تدلهم عقولهم عليه لأن الحلم يكون من العقل، فكنى عنه به.
قال الواحدي: وكانت عظماء قريش توصف بالأحلام والنهى، وبأنهم أولوا العقول؛ فقال الله تعالى -منكرا عليهم-: أتأمرهم أحلامهم بهذا! وهذا تهكم وإزراء بأحلامهم، وأنها لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل. وفيه رد على من يوجب شيئا بالعقل، وأن الهدى يكتسب بالعقل. أهـ
وقيل لعمرو بن العاص: - رضي الله عنه - ما بال قومِكَ لم يؤمنوا، وقد وصفهم الله تعالى بالعقل؟ فقال: تلك عقول كادها الله! أي: لم يصحبها بالتوفيق.
[الكشف والبيان، زاد المسير، الجامع لأحكام القرآن، البحر المحيط]