كنت أتساءل دومًا عن الكيفية التي يُخدع بها المنطق ،ويراوغ فيها المرء أفكاره كأن يقنع شخص نفسه مثلًا بأنَّ المشي تحت المطر يحثُّ على النمو، وأن بعض الملابس نذير شؤمٍ بمجرد التفكير بارتداءها ، النظر للنجوم يعرضك للنسيان "والتدخين" ليس ضارًا بالجسم ، هو يعلم يقينًا أنَّه على خطأ ولكنّ المراوغة الذهنية تلعب دورًا أساسيًا في قلب الحقائق ، وتغيير الموازين وليس ذلك فقط بل وحتى استدراج الشك إلى كمين الحقيقة !
فماذا لو استخدمنا تلك الحيلة في حياتنا اليومية كقاعدة نلجأ إليها عند انعدام الحلول ،نتعامل بانسيابية مفرطة مع كُلِّ مانقابله ، أوجاعنا ، مشاكلنا في العمل ، هزائمنا العاطفية ،نجزئ الإشكاليات ونأخذ الأمور على محمل البساطة ، فالحياة تصبح أفضل فقط عندما لا نهتم ، أي عندما لا نعطي بعض المواقف أكبر من حجمها ، والسعادة الحقيقية تكمن في التغاضي والتنازل الذي يصاحب بعض الترهات التي نعتناها يومًا بالخطوط الحمراء .
_إكرام