هل حماس فعلاً "نبتة اخوانية"؟
كلام مهم للكاتب والناشط احمد منصور من غزة
لنتكلم بصراحة بدون مجاملة، باستثناء اخوان مصر، حركات الاخوان خارج فلسطين اثبتت دعاية خصومها ضدها، مع فارق ان خصومها شياطين ولكن ثمة حقيقة لا يستطيع تغيرها احد انهم اليوم يشتركون مع الأنظمة بالخوف من دفع اي ثمن، وأصبحوا ادوات تتفيس غضب الشارع وحرفه عن نصرة فلسطين.
لا يوجد شي اسمه ملك الأردن صهيوني او السيسي يهودي وأن الاخوان مخلصين يختلفون عنهم ان قلوبهم طاهرة فالأمر ليست علاقة نسب شخصية تبحث فيها عن القلوب الطيبة، النتيجة نفسها كلهم خائفون من دفع الثمن وهذا جعلهم يذهبون إلى خيار ان يكونوا شركاء بالإبادة وهذا لا يجب أن يعفيهم من المحاسبة في الدنيا والآخرة او يجمل دورهم او يبرر لهم فالخيانة هي خيانة.
ولكن خصومهم الاخوان لم يختلفوا عنهم بشىء كلهم لا يريدون دفع اي ثمن وخسارة مكتسباتهم الشخصية اللتي سعت نفس الأنظمة لتكبيلهم بها، يحق للذباب ان يسأل لماذا انت كأخوان تعتقد انك افضل مني، نعم يحق للذباب ان يزايد عليهم ولسان حاله نعم أنا صهيوني بمعتقدي وانت صهيوني بصمتك وتنفيذك لما تسمح به امريكا فقط، والصمت خيانة امام شلال إبادة لم يشهده كل التاريخ لأكثر من عام، فكيف الصمت امام إبادة من تعتاش عليه وتزعم انه نبتة اخوانية مثلك
الاخوان لم نعد نفهمهم القوم لا يريدون ان يقدموا اي ثمن امام هذه الإبادة، بل هناك من يبحث عن الاستفادة من هذا الوضع، انتخابات في الأردن ترقص فيها على دماء أهل غزة، وفي اليمن حزب الإصلاح يطالب الأمريكي ان يقف معه ليحقق مكتسبات على الارض يعوض هزائمه ويستفيد من خصومة الغرب مع غريمه الحوثي لانه يحاصر اسرائيل في البحر ويساند غزة، وفي نهاية اليوم يقولون ان غزة في قلوبهم ولكن الحقيقة ان سيوفهم عليها
وفي الماضي لم يدخروا جهد للنيل منها بأفعالهم والتحريض عليها، ومن يعرف خفايا الأمور يدرك ما حدث ضد غزة آخر سنوات والشهيد السنوار والشهيد هنية وكل قيادات غزة ، كل هذا كان بحجة كذبة الحرص على سلامة المعتقد، وأنهم أوصياء على "نبتة الاخوان بغزة" ويحاسبونها على علاقتها بايران والمحور وان لا تفقد حماس عمقها العربي ولكن حين أتت المعركة لم نجد أحد من هذا العمق العربي والإسلامي إلا المحور، كلهم هربوا، نعم هربوا تولوا يوم الزحف، هم يريدون ان تكون علاقتهم بفلسطين تنظير فقط على غيرهم، بودكاست وتغريدات ومقالات تقييم لأداء حماس وحلفاء غزة.
حماس بالنسبة لهم مغنم يعيشون عليها ويعتاشون على دم غزة وجاهات وامتيازات شخصية وتبرعات يضيع نصفها عمولات لهم ولعوائلهم وغيرها وحديث لا نود الخوض فيه حتى لا نبث اليأس في قلوب الناس، وحادثة وقف الامة اكبر دليل على صمت الجميع عن سرقة أموال غزة، اما المغرم لا يريدونه حالهم كحال خصومهم حتى وان اختلفت القلوب، النتيجة هي ما يجب ان تحكم عليه ومصير غزة والأقصى وفلسطين يتأثر بالأفعال لا بالمشاعر وكم قلب معك ويحبك ويتعاطف معك، كل هذا لا فائدة له امام الدماء.
هذه الحرب موجعة وثقيلة بكل شىء وحجم الخذلان يذهب كل العقول ويصبح المرء في حيرة من امره كيف يحكي حكاية فتية شجعان عبروا الحدود في صباح ٧ اكتوبر كانوا يعتقدون أن خلفهم أمة لن تتركهم ولكن وجدوا السراب.
ختاما، الاخوان المسلمين اليوم أصبحوا هم الوجه الآخر للأنظمة ولكن وجه لطيف بغطاء الإسلام، بل والله وجه خطير له شرعية ويُستخدم لتخدير الناس.