ماذا يحدث؟! وإلى متى سيستمر؟!
ماذا يحدث في غزة؟!
ما هذا الذي نشاهده ونسمعه ونعيشه منذ أكثر من عام؟!
إلى متى سيستمر؟!
وكيف سنستمر على قيد هذه المشاهد؟!
وقد نفد الصبر!
وجف الدمع!
وزاغت الابصار!
وبلغت القلوب الحناجر!
أين نذهب؟
ماذا نصنع؟!
ماذا أعددنا من جواب
ليوم الحساب؟
إن توقفنا عن مشاهدة ما يحدث؛ مداراة لمشاعرنا المنهكة؛ ودرأً لوجع القلب ولوعة الألم -كما يفعل البعض- تعرضنا لسخط الله ومقته وغضبه وانتقامه!
وإن تابعنا الأحداث انهارت أرواحنا مع كل انهيار، واحترقت مع كل دار وتناثرت مع الأشلاء، ونزفت مع الجراح، وتشظت مع كل صرخة ودمعة ولوعة، واشتدت حسرتها لتلك الغربة والوحشة وفقدان الناصر في تلك القطعة من الأرض التي تسمى غزة!
لتلك الثلة من البشر التي تُباد وتُذبح وتُحرق وتُنتهك بلا رقيبٍ أوحسيب...
لهذا العجز الذي يطوقنا (وإن كنا في اليمن أحسن حالًا من غيرنا فلدينا متنفس الجمعات والمسيرات والمسيّّرات ولدينا البحر والمضيق والقائد والناطق ..)
إنه دمٌٍ يُراق !! ولحمٌ حي يحترق !!
وأكباد تتفت وتنصهر كمدا وحزنا على أحبة يرحلون قوافل ولا تجد لهم قبرا يظم الرفات!!
ولا تجد المأوى ولا الفتات!!
في أي عالمٍ متوحش نحن؟!
أحقا هذا ما يحدث في القرن الواحد والعشرين ؟!
ترى ماذا ستقرأ الأجيال اللاحقة عن هذه الأحداث وكيف سيدون التاريخ في صفحاته أحداث غزة، ومشاهد غزة، ومظلومية غزة، وصمود غزة، واستبسال غزة، وعزة عزة؟!
ثم ماذا سيقول عن جيران غزة وأخوة غزة وأصدقاء غزة؟! ماذا سيسطر عنهم وقد خذلوها وخانوها وتركوها حافية تمشي على الجمر! وحيدة بين أنياب ومخالب الوحش! يفري اللحم ويكسر العظم ويريق الدم وينتهك الكرامة.. واتجهوا لممارسة حياتهم اليومية في مكاتبهم ومؤسساتهم ومدارسهم وجامعاتهم وأقاموا أفراحهم ومناسباتهم!!
ثم ماذا بعد ؟!
ايعقل؟ ايمكن؟ أحقا ما يقال: أن على حدود غزة تُقام الحفلات والسهرات وتتوافد القينات والعاهرات وتُنتهك الحرمات والمقدسات وتُنفق على هذا مليارات الدولارات!!
ثم ماذا؟!
ماذا عن الأنظمة والمنظمات القادرة على فعل كل شيء ولكنها لم تفعل؟!
ماذا عن الشعوب القادرة على فعل شيء ولكنها لم تفعل؟!
ماذا عن رجال الدين والمثقفين والناشطين والحقوقيين؟!
أتصور أنه لوكان هذا الذي يحدث منذ أكثر من عام من قتلٍ وذبحً وإبادة وتجوبعٍ وترويع لمجموعة من القطط والفئران؛ لهبت المنظمات الدولية والأممية تستنكر وتدين ولتوالت القرارات والبيانات
لرواد البارات وأصحاب العقالات!
ولراينا علماء السوء يخرجون عن صمتهم ويستنكرون، ولسمعنا مرارًا حديث المراة التي دخلت النار في هرة!!
حقيقة إن لكل فرد في العالم سهمًا ونصيبًا في ما يحدث في غزة؛ فالجميع مشارك في المذبحة! كلٌ بقدر !
حتى نحن من نحترق ألما فإن علينا تبعات هذه الأنفاس التي لا زالت تتصاعد وهذه القلوب التي لا زالت تنبض ولم تنطفئ ألما وحسرة لما يحدث كما هو المتوقع من كل مؤمن غيور على دينه وعرضه ومقدساته...
لنستمع إلى الإمام علي _عليه السلام _وهو يخاطب أصحابه قائلا: وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الاَْنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ، وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا.وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالاُْخْرَى المُعَاهَدَةِ، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً.
سيدي يا أمير المؤمنين ماذا ستقول لنا وماذا ستخطب فينا وأنت ترى عزة الجريحة ولبنان الوجع؟!
وعلى ذكر لبنان ماذا عن لبنان ؟
أما عن لبنان فليشهد الله ورسوله وأولياؤه وليسطر التأريخ في صفحاته أن قائد حزب الله سماحة العشق سيد القلوب والأرواح قد ساند غزة وضحى في سبيل نصرتها بروحه ودمه فأثكل الأمة جميعها بمصابه !! وأنه لازال أبطاله ورجاله في خطه يقاومون ويضحون ويدافعون ويصدون ويتصدون للصهاينة والمتصهينين على حد سواء !!
#جهاد_اليمانيhttps://t.center/hurouf_thairh