لقد عايشتُ أيامًا صعبة ومرّت بي ليالٍ قاسية كنت أتمنى لو أنَّ هناك من ينتشلني منها،
من يربّت على كتفي،
ومن ينير لي الطريقَ- ولو لحظاتٍ- لأعرف أين أنا وإلى أين عليّ أن أذهب.
لكنني خرجتُ منها بمفردي..
خرجتُ وأنا أحمل ألمَ التجربة، ومرارةَ فردانيتي خلالها.
ومنذ ذلك الحينِ عاهدتُ نفسي أن أمدَّ يدي لكلِّ غريقٍ يطمئنه حضورُ القشَّة،
أن أربّت على كتفِ كلِّ وحيد يرتعش من قسوةِ الوحدة،
أن أهدي آثارَ أقدامي للحيارى والتائهين،
أن أكون لهم النور الذي أفتقد وجودَه وأنا أغالب الرحلة.
منذ ذلك الحينِ
لم يعد يهمني ماذا يمنحني العالم،
لكن صار همي ما أستطيع أن أمنحَه أنا للعالم؛
فقد آمنتُ أنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة ليبقى فيه مكان يؤنِس، ويربّت، ويضيء.
-سمر إسماعيل.