View in Telegram
أنتَ لا تُدرِكُ كيف يحميَكَ اللّٰه بالمنعِ والتَّأخيرِ مِن قراراتٍ بنَيتَها في بالِك، غذاؤُها الوهمُ والانبِهار. ولو أنَّكَ صبَرتَ لاستَرَحت، وأَحسنتَ التَّسليمَ لَأَمِنت، وحسُنَ يقينُكَ لَقنِعت، بأنَّ ربَّ الخيرِ لا يأتي إلَّا بالخَير، وأنَّ الإنسانَ خُلِقَ عَجولا، يحبُّ تقديمَ ما أخَّرَ اللّٰه من الفرَج، كي لا تنقطعَ أسبابُ العافيةِ عنه أبدًا، ويحبُّ تأخيرَ ما قدَّم اللّٰه من البلاء، كي لا تمسَّه أسبابُ الشَّقاءِ في يومِه أبدًا. قدَرُك مُلاحِقُك، وقضاؤُكَ واقِعٌ علَيك، والمكتوبُ لكَ لا يضيِّع طريقَه إلَيك، وقد يُحمَلُ لكَ على ظهرِ ما لا تُطيق، فهوِّن على نفسِك، وتخفَّف من جزَعِك، والصَّبرُ سِنامُ الصَّالحِ من العمَل، ورزقُكَ خلفَ بابِك، والبابُ لا يُفتَحُ على ضعفٍ ووهَن، حتَّى تُبتَلى، وتُصقَل، وتتجلَّد، وتتمكَّن، وتُمسيَ أهلًا لاستقبالِ نِعَمٍ لو أتتكَ على ضعفٍ لفتَنَنك، لكنَّ اللّٰه أخَّرها رحمةً ورأفةً بك. اصبِر، وصَبِّر. عرفتَ فالزَمْ. والعاقبةُ للمتَّقين. - عَابِدة كدُّور
Telegram Center
Telegram Center
Channel