لن تستمدَّ قوّتك من منشوراتٍ وكلماتٍ فقط! لن تأخذ ثباتك من حياة الآخرين! كلّها معينات وليست أساسات، أصل الأمر نفسُك التي بين جَنبَيك، أن تبحث في تفاصيلها، وتقرأ أسرارها، وتنظر أخبارها
ما المعنى الذي تعيش لأجله، والغاية التي تسعى لها، والحلم الذي ترنو إليه، ما الأدوات التي بين يديك، ما الذي تحتاجه كَي تَصِل؟ أين مكانك من مكانتك؟
أنت مجموع محاولاتك، وخلواتك، ولحظاتك، مجموع كل خطوةٍ ومغامرة، كلّ ألمٍ ومثابرة، يُعاد تشكيلك بقدر صِدقك، يعاد ترتيبك بقدر خلوتك، أنت على استقامةٍ ما دمت للّه!
غاية ما يريدونه، تكميم أفواههم وتكبيل أياديهم لوأد الحق؛
لكن وإن كبلوهم فأيادينا مطلوقة، وإن كمموا أفواههم فأفواهنا مفتوحة؛ وخير ما نقدمه لعلمائنا وإخواننا بعد الدعاء لهم بالثبات، أن ننشر علمهم، ونتقفى أثرهم ونكمل ما وقفوا عنده مجبرين، ولا أعلم أوفى من ذلك لهم.
وهيهات أن يوأد الحق، وقد فني من قبلهم في ذلك، وما زاد الحق إلّا وضوحًا.
الحمد نوعان: ١) حمد على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر . ٢) وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهو أحق من كل محمود بالحمد، والكمال من كل كامل وهو المطلوب .
سُبحان الله، وأنا أستشعر كُلّ حرف فيها. سُبحان الله، وأنا أُلملم شتات نفسي في رحاب سمائهِ الفسيحة. سُبحان الله، وأنا أفكّر وأفكّر، مَن لا يُحرّكهُ الجمال، ويُذيب قلبه الإبداع، ويأسِر نفسه حُسن الصّنع، كيف يعيش ؟
يا ربّ، يا واسِع، يا مَن خلق فأبدع، وصوّر فأحسن، ومنح فأكرَم، وأعطىٰ فأجذل، ارضَ عنا، اعفُ عنّا، اجعل قلوبنا مليئة بالإيمان، معبّئة بالرّضا، بحجم سمائك الواسِعة، بحجم رحمتك التي لا يُحدّها شئ.