قال محمد بن أبي حاتم الوَرَّاق: «قلتُ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: أُلهِمتُ حِفظ الحديث وأنا في الكُتَّاب. قلتُ: وكم أَتَى عليك إذ ذاك؟ قال: عَشر سنين أو أقل، ثم خرجتُ مِن الكُتَّاب بعد العَشر، فجعلتُ أَختَلِفُ إلى الداخلي وغيره، وقال يومًا فيما كان يَقرأ للناس: سفيان، عن أبي الزبير، عن إبراهيم. فقلتُ له: يا أبا فلان، إنَّ أبا الزبير لم يَروِ عن إبراهيم! فانتَهَرَني، فقلتُ له: ارجِع إلى الأصل إنْ كان عندك. فدخل ونَظَر فيه، ثُمَّ خرج، فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلتُ: هو الزبير بن عدي، عن إبراهيم. فأخَذَ القلم مِنِّي، وأَحكَمَ كتابَه، فقال: صدقت. فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنتَ إذ رددتَ عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة».