يهبك الله من حيث لا تحتسب أمنيةً قديمة طرقت باب قلبك يومًا ولم تتهيأ الظروف لها، فنسيتها، ومضيت في طريقك لكن الله لم ينسها تتجلّى لك تلك الأمنية في وقتٍ كأنما خُلِق تحديدًا لها فتدرك عندها: أن الأمنيات عند الله لا تضيع وأن كل شيء يحدث في وقته المناسب.
التقصير والتفريط سبب رئيسي في خسارة الدنيا والآخرة حتى لو كنت بصفِّ الحق!
ما فائدة البلايا والرزايا والاختبارات إن لم تشدّك أكثر لا تُسقطك؟!
لهذا السبب لا يكفي الإيمان بالقضية .. لا يكفي أصلًا الإيمان بمفرده ، قالها اللّٰه تمحيصًا "ماكان اللّٰهُ ليذرَ المؤمنين على ما هم عليه حتى يميزَ الخبيثَ من الطّيب" ، حتى وهم مؤمنين لن يذرهم على ما هم عليه .
🔻 نظام الأسد سقط نتيجة ضرباتنا لإيران وحزب الله داعميه الأساسيين 🔻 سقوط نظام الأسد يخلق فرصا جديدة ومهمة جدا لـ "إسرائيل" 🔻 لن نسمح لأي قوة معادية أن تستقر على حدودنا 🔻 هذا يوم مشهود في تاريخ "الشرق الأوسط"
لا يوجد محافظات هكذا بأكملها تسقط عبر السلاح ، هذا تسليمٌ يا سادة ، ولا عوّض اللّٰه من تناصلوا عن مسؤولياتهم وفاقموا مسؤولياتنا ، وطعنوا المحور في عمقِ ظهره حتى من أولاك اللوائي وقفنا معهم ، وليهنأ الشعب السوري بما جناه وبما ارتضاه وليهنأ العرب أيضًا بما سيأتيهم ، ليعلم اللّٰه أننا كنا مع الحقِّ _وسنبقى_ من واقع حرصنا على الواقعِ السوري ألّا يصل إليه الصهاينة عبر تركيا المطبعة أو غيرها ، لكن كثيرًا منهم ضالون ، ومن أراد الدنيا بما عليها إنما هي فانية وتعدادُ أيامها كفيلٌ بزوالها .
متغيرات الساحة باتت غريبة جدًا ، ثمّة شيءٌ ما سيحدث ولا أعلم ما هو بالضبط!
ليستعدّ الجميع .. نحنُ على أعقابِ فترةٍ زمنيةٍ تشيبُ لها الرؤوس ، وما خفي كان أعظم .
وفي خِضمِّ كلّ هذه الصراعات كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة ، هذه ليست تجارب ، هذه صفحات تاريخ تُعاد قراءتها على الذين لم يتفكروا ، ولا عجبَ أن تُستباح الساحة هكذا بعد قتل الأخيار والأبرار ؛ فهذه أولى علامات التقصير وثاني أوراق دفع الثمن على الدماء المسفوكة .
فن العيش أن تتأقلم مع كلّ الظروف مع شدّتها، أن لا تتمسك بمن أراد الرحيل، ألا تكون هشًّا للعثرات، فلكل جواد كبوة، أن تقبل الألم وتسعى لتخفيفه وتجفيف منابعه، أن تحتفظ بجذوة السلام الداخلية وتمارس المرونة النفسية؛ حتى تعيش حياة سعيدة.
يا ربّ ، نرجوكَ بدمِّ أعظمِ من قدّمنا ألّا تحجُب عنّا السيرَ إليك ، ولا الطاعة لك ، ولا أن نكون الخُلّص من عبادك ..
ربّاهُ.. نرجوكَ يوم يمتدُّ الطريق ، وتغلبُ على قلوبنا الوحشة ، ونفقِدُ العزيز ، ونودّعُ القريب ، ونجري في الليالي الحالكات ، وننزعُ من أقمصةَ دفئنا ما نُدثّرُ بِه غيرنا مؤثِرين ، أن تلُمّ قلوبَنا على اليقينِ بخطّك ، وعلى الثباتِ باستقامةٍ على نهجِك ..
إلهي .. عند الغربلةِ الغربلة.. عند التمحيصِ والتخليص ، عند الألمِ والسقم ، عند تيه الأفكار وشتاتِ التيار ، عند الخانقةِ الخانقة.. أن تُنجينا بكفِّكَ الحنون! من كلِّ كرائبٍ وبلاء..
ربّاهُ .. بحقِّ هذا الكدِّ والتّعب ، والصّبرِ والغُربة .. أن تُخلّصنا من سوءِ الخيارِ يومَ تتشعّبُ الطُرق ، وأن تحتضننا بكفِّ لُطفك الذي أنجانا من كلِّ كرب..
إلهي العظيم.. إلهي العظيم.. إلهي العظيم..
بحقِّ من قدّستهم خِتام كلِّ صلاة، أن لا نتوهَ أو نجهل أو تقلّ بصيرتنا أو لا نلتفُّ بنورٍ حولَ الحوضِ المورود ، فسِر بنا بالدُنيا بطريقِ النورِ الّذي يمدُّ ضياءهُ للجنّة .. ولا حولَ ولا قوّة إلّا بِكَ يا من أنت حسبُنا عند كلِّ نائبةٍ وضائقة..
أنتَ المدعوُّ للمهمّات وأنتَ المفزعُ في المُلمّات.. صلِّ على محمدٍ وآله وتقبّل..