قبل أيام وجدتُ صغارًا دون الخامسة متحلقين
وماكان يجذبني أكثرَ من تحلقهم واحاديثهم اللطيفة "!
فاقتربتُ أرقبهم وأُنصُت الي كلماتهم العذبة
فلم يشعروا بوجودي مِن شدة التركيز والهدوء
فإذا بصغيرة لم تبلغ الخامسة تقص عليهم كيف مات جدها
أخبروني انها تعيد لهم القصة كل يوم وهم
ينصتون بذات الذهول والخوف
سمعتها والله بلهجة طفولية بريئة تحكي ان : (الدعامي جا يسوق أمي
جدو شجاع ماسمح ليه ضربه!
قام الدعامي ضرب جدو وفتح لي جدو راسه
ماما نادت ابوي مات
جدو شالوه بالسرير مليان دم
جدو مات!
والدعامي ماساق امي
ونزحنا هنا "!
كبُرنا
غيرت الحرب الكثير فينا
إعتدنا والله ما لم نتصور ابدا ان نألفه
ازددنا زهدًا في الحياة الدنيا
لم يعد الفقدُ هو جُلّ مخاوفنا
وما عُدنا نهاب الموتَ حتى !
وإن كان انسان السودان هو إنسان الكفاح منذ القدم لكن الحمل الان يفوق القدرة
والهم يفتك بنا ويقتاتنا
والطاف الله ومعجزاته تحيط بنا أكثر من أي وقت مضى
معية الله تنسينا جهد البلاء
والأنس بالله يزيح عن كاهلنا نصب العيش
-إنما هي ساعة تضيق بنا الدنيا فنضيق ثم يشرح الله صدورنا هكذا دون سبب فيرقُ القلب
اللهم ان لم يكن بك علينا غضبٌ فلا نبالي "!
ابدل عسرنا يسرا
وفرج همنّا
وانصرنا على من بغى علينا
واكتب لنا يارب جنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
رضينا يارب فأرض عنّا يارب العالمين"!
_العُلا.