تخيل بقى معايا جراح داخل يعمل عملية ، عشان المريض ينجو من المضاعفات أثناء العملية ثم المضاعفات اللى بعد العملية ، مطلوب من الجراح:
١- يضمن إن الأشعات والتحاليل ورسم الأعصاب اللى اتعملت للمريض قبل العملية كانت بالدقة الكافية - في حين إن ده معتمد على إن كل الدكاترة وفنيين الاشعات والتحاليل و مصنعين الكيماويات اللى اتعملت بيها التحاليل كانوا على أعلى مستوى من الجودة ..
٢- يضمن إن المريض اللى داخل له يعمل عملية ما عندوش أى حاجة غير طبيعية في التشريح بتاعه اللى هو داخل عليه - مع العلم إن نسبة مش بسيطة من الاختلاف التشريحي عن الطبيعي مش بيبان في الأشعة أصلا وياما الجراح فتح على حاجة لقى حاجة تانية
٣- يضمن إن المستشفى اللى هو شغال فيها كفاءتها في التعقيم ١٠٠٪ مش ٩٩,٩٪ ، وإن كل الأجهزة اللى هو شغال بيها و الجوانتيات والخيوط و موانع النزيف و محاليل الملح كلها كلها ١٠٠٪ خارجة من مصانع معقماها و مفيهاش ولا غلطة في التركيب الكيميائي - وده شئ مستحيل الجراح يضمنه بنسبة ١٠٠٪ أبدا لأن مش ممكن هيلف على كل مصانع مصر و هيئة الرقابة الدوائية يضمن إن مفيش أي حاجة حصل فيها سهو أو خطأ أو حتى فساد يخلى فيه دواء بئر سلم مثلاً اتباع لصيدلية ما و الصيدلية دى باعته للمستشفى و المريض خده جاله حساسية ومات أو محلول ملح مش متعقم كويس أو جوانتي مش صالح ١٠٠٪ ، استحالة الجراح هيقدر يحوط على كل العوامل دى ، ده مجرد فرد واحد ..
٤- يضمن إن أكياس الدم اللى جاية مختومة بختم التوافق مع المريض بالفعل متوافقة وما حصلش خطأ من فنى بنك الدم أو كان عنده مشكلة في الكيماويات بتاعة التوافق نتيجة ورودها من المصانع فيها مشكلة مثلاً ، علما بان لو فيه مشكلة في الدم فالمريض هيتوفى قبل ما نعرف هو فيه إيه أصلا
٥- يضمن خلو المريض من أى أمراض مختفية غير مشخصة ولا يتم فحصها روتينيا قبل العمليات ، مثلاً مريض عنده قصور في الشريان التاجي لكن مش متشخص وعمل ايكو و رسم قلب طالع كويس و مجرد ما اتخدر راح داخل في جلطة في القلب لمجرد إن القلب اتحط تحت ضغط العملية فما استحملش ، علما بأن المريض ده عمره ما اشتكى من أى حاجة ف حياته تخص القلب ، ومفيش حاجة تقول إن كل مريض هيتخدر لعملية هنعمل له قسطرة قلب الأول قبلها ! القسطرة نفسها لها مخاطر أصلا !!
٦- يضمن إنه أثناء الجراحة لن يعتريه أى شئ ممكن يعتري الإنسان الطبيعي من خطأ في التقدير أو عدم توفيق أو اتخاذ قرار غير موفق رغم إنه اجتهد ، ومفيش حاجة في الدنيا اسمها المحاسب لو غلط في رقم فغلطته في فلوس إنما انت غلطتك بروح بنى آدم ، انت تعاقبني لو أنا استهترت أو أهملت ، لكن اتلخبطت أو فهمت خطأ أو ما كنتش موفق في التقدير فده بتاع ربنا طالما أنا ما قصرتش ، ربنا هو الموفق والشافي مش الجراح ، اللى عايز سستم لا يخطئ يخلى الكمبيوتر ييجي يعمله عملية مش بنى آدم يصيب و يخطئ ، حتى الكمبيوتر ممكن يهنج
٧- يضمن إن المريض يلتزم تماما بكل التعليمات بعد العملية ، وياخد الدواء ف مواعيده بالمللي و يغير ع الجرح بالظبط و ما يحصلش له أى حاجة غير طبيعية أو متوقعة ، بل مطلوب إنه يضمن إن المرض اللى ييجي للمريض ده أصلا يكون جاى شارح نفسه كدة من الأول و واضح وما يكونش متشابه مع أعراض مرض تانى يسهل التشخيص بينهم بالخطأ
٨- ويضمن إن المريض ما يكونش عنده أي حساسية جينية من أي عقار دوائي وسط عشرات الأدوية اللى بياخدها المريض واللى مستحيل تعمل له اختبار حساسية لكل حقنة و قرص بتديهوله ، علما بأن أصلا اختبار الحساسية ده نسبة الدقة فيه مش عالية أصلا زى ما العوام متخيلين ، وياما مرضي اختبار الحساسية بتاعه يطلع سلبي و أول ما ياخد الحقنة ييجي له حساسية ويموت !
وطبعاً كل اللى فات ده مطلوب إنه يحصل وسط ظروف طارئة في كتير من الأحيان ، وعيان بينزف وبيموت و أهله بيتخانقوا برة ومكسرين الاستقبال ، مطلوب منك تنفصل تماما عن الضغط العصبي ده وتبقى ف قمة تركيزك ولو حصل منك أى خطأ هنقضي على مستقبلك تماما !
بالمختصر ، مطلوب من الجراح يكون إله ، يحيي ويميت ، ويقول للشئ كن فيكون ، عشان يقدر ينجو من براثن القانون المشبوه اللى بيتم الإعداد له ..
مطلوب منك تمسك سيف و تواجه ملك الموت لو قرب من المريض تحاربه و تمنعه ، وتمسك يد القدر وتحوشها ، طالما انت مسئول عن الروح ، أصلك انت اللى نافخ الروح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
أرفض قانون المسئولية الطبية الجديد
لا لحبس الأطباء في القضايا المهنية
د. أحمد حامد
#مختارات_فقه_الطبيب