#الفتوى_68 #الشهيد 📍📍📍 السؤال:  سمعتُ للشيخ عثمان الخميس أنه يُفتي بحرمة العملية الاستشهادية، وأنه قال هي ليست استشهادية، بل انتحارية، وأفتى بحرمتها، فما قولكم؟ ✅✅ الجواب: الحمد لله، وبعد: العمليات الاستشهادية ليست من العمليات الانتحارية، بل هي من الانغماس الجائز، وهو قول أكثر المعاصرين. والأدلة على جواز هذه العمليات -بضوابطها- كثيرةٌ، منها: 1. ما صح في قصة غلام الأخدود من قوله للملك: "إِنَّكَ ‌لَنْ ‌تَقْتُلَنِي حَتَّى تَصْلُبَنِي وَتَرْمِيَنِي، وَتَقُولَ: إِذَا رَمَيْتَنِي بِاسْمِ رَبِّ الْغُلَامِ، أَوْ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، فَأَمَرَ بِهِ، فَصُلِبَ، ثُمَّ رَمَاهُ، وَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، قَالَ: فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى صُدْغِهِ ثُمَّ مَاتَ". 2. ما فعله البراء بن مالك رضي الله عنه حين طلب من الصحابة حمله على ترس ورميه في حديقة الموت ليفتح لهم الباب. 3. القياس على الانغماس المُجمع على جوازه، فلئن كانت الأدلة التي استند عليها الإجماع دلت على جواز ما يتحقق فيه القتل بأيدي الكافرين، لا بيد المسلم نفسه، فإن المتقرر أن "‌المتسبب ‌كالمباشر"، فإذا جاز للمسلم التسبب بقتل نفسه، فيجوز له مباشرة القتل إذا رُجيت منفعةٌ ومصلحةٌ كتلك المتحققة في السبب، وبهذا يظهر أن قياسها على الانغماس أولى من قياسها على الانتحار. فإن الشبه الظاهر بين الانتحار والعمليات الاستشهادية، ليس هو المؤثر المعتبر، بل الحقيقة المتفقة بينها وبين الانغماس هي الأقوى والأولى تأثيراً، والاختلاف في الحقيقة بين قاتل النفس التي جاءت النصوص بالوعيد فيه، وبين قاتل نفسه ابتغاء الشهادة والنكاية في العدو، فأوجب هذا الفرق اختلاف الحكم، فإن "الْقِيَاسَ هُوَ الْجَمْعُ ‌بَيْنَ ‌الْمُتَمَاثِلَيْنِ فِي الْحُكْمِ"، فإذا اختلفا لم يصح إلحاق حكم أحدهما بالآخر. وفي ذلك يقول الشيخ الألباني : "الانتحار لما يقتل إنسان نفسه خلاصاً من الحياة التعيسة التي يحياها، أما في هذه الصورة... فهذا ليس انتحارًا، بل هذا جهادٌ في سبيل الله". وعليه: فإن القول بالجواز هو الراجح -مع اعتبار شروطها المقررة لدى أهل العلم-، وليست انتحاراً، بل قربةٌ عظيمة -إن شاء الله. والله أعلم. 🔸اللّجنة العلميّة في الإدارة العامّة للتّوجيه الشّرعي🔸 رابط قناة فتاوى الثغور: @fatawaradodwan بوت التواصل لرفع الأسئلة: https://t.center/fatawaradodwan_bot