في زوايا القلب، تتكدس الذكريات كحجارة ثقيلة، تكاد تحجب عني رؤية الحياة بوضوح. كل موقف، وكل كلمة غير محسوبة، حتى تلك النظرات الجارحة، كلها تتراكم وتضفي على القلب ثقلاً لا يمكن احتماله. أتعجب كيف أني أستمر في السير، ورغم كل خطوة، ينتابني شعور وكأنني أجر حبالاً مثقلة بالماء، تجذبني إلى الوراء.
أحياناً أسأل نفسي: ما الذي يحدث للروح التي كانت يوماً خفيفة، نشيطة، متفائلة؟ أرى ضوء الأمل يتلاشى خلف سحب الحقد والندم، تراني أستمر في حبس نفسي في تلك الدوامة، أسمح لتراكمات الماضي أن تحدد ملامح اليوم وغداً.
أريد أن أحرر نفسي من هذا الثقل، أريد أن أمحو تلك الخطوط التي قُدرت على وجهي بفعل العبرات والخسارات. أتمنى لو أستطيع أن أضع كل تلك الأحمال جانباً، وأن أعيش اللحظة بكل ما فيها من جمال، ولكن كيف السبيل إلى ذلك في ظل تلك الأعمدة التي تلمست قلبي وبنيت حوله سجوناً من الحزن؟
يعيش القلب في صراع دائم، يتوق إلى الحرية. أدرك أن الخطوة الأولى نحو الشفاء هي الاعتراف بتلك التراكمات، وقبولها كجزء من قصتي، لكنني أعلم أيضاً أنني بحاجة إلى التغيير. أريد أن أتعلم كيف أطفئ تلك النيران التي أشعلها الألم، وأزرع بدلاً منها شجرة جديدة، تثمر الفرح والتسامح.
قد يبدو الطريق طويلاً، وقد أجد صعوبة في تخطي كل تلك التراكمات، لكنني أؤمن بأني أستطيع أن أبدأ من جديد، خطوة بخطوة، كي أعود إلى ذاتي، خفيفة كما كنت، محملة بالأمل وليس بالأعباء.
في عتمة الليل، حيث يُصغي القلب لنبضاته، أجدني أواجه قراراً سقيماً، قراراً ينبع من أعماق جراحي. لن أسامح. ليست تلك كلمات تخرج من اللسان بسهولة، بل هي صرخة من روح مترنحة، مثقلة بأحمال الفقد والخيانة.
الألم الذي أعيشه قد غدا جزءاً مني، كظل يرافقني في كل خطوة. عشت تجارب أدمت قلبي وتركت فيه آثاراً عميقة، واليوم أقف هنا، عازماً على عدم المسامحة. فالمسامحة، في عيني، أصبحت علامة ضعف، إذ كيف لي أن أغفر لمن لم يستطع تقدير مشاعري، أو من خان الثقة التي منحت له بلا تردد؟
لكني أدرك بأن هذا الاختيار يحمل في طياته الكثير من العبء. فبينما أمارس الصمت في وجه من آذاني، أجدني أُثقل بتلك المشاعر السلبية. أختار أن أُبقي الجرح مفتوحاً، ولكنني أسأل نفسي: هل أجد السعادة في ذلك؟
لن أسامح، ولكنني في صراع مّستمر، بين رغبة في التحرر وبين الاحتفاظ بذاكرة الألم. أُدرك أني قد أحتاج للوقت، لأفهم كيف أسير بخطى ثابتة نحو شفاء روحي، ربما يوماً ما، سأتمكن من تسريح تلك الغيوم السوداء، وفتح نافذة جديدة للحياة، ربما دون مسامحة، ولكن بسكون داخلي يحررني من قيود الماضي.
#انت_تغيرت عبارة تتردد كثيرًا تجعلنا نتساءل هل تغيرنا فعلا..؟؟
-نحن لا نتغير كل ما في الأمر أن هناك أشياء إذا انكسرت لن تعود حتى و إن اجتهدنا في جبرها مثل: الثقة، الوعد، الأمان، التجاهل، و الكثير من الاشياء .. نحن لا نتغير فقد تعلمنا في منطق الرياضيات أن بعض الكسور لا تُجبر.. و أن الثقة في الأشخاص تؤدي إلى نتيجتين إما صديق مدى الحياة أو درس مدى الحياة.. نحن لا نتغير، وإن تغيرنا فاننا تغيرنا قهرا لأننا تاذينا أكثر مما نستحق، نحن لا نتغير عبثا...!!
رباه هوّن ما نزل بنا من مصاب لم نُصب بآلم منه. هذا عبدك وابن عبدك بين يديك.. أقام الحجة ونفّذ مهمته وأدرك غايته.. رعيتنا به كثيرًا.. وواسيتنا بكلماته مرارًا أعنتنا بقوته.. أسقيتنا من معينه آنست وحشتنا بوقوفه معنا حين خذلَتنا كل أقطار الأرض. ألهمته تأييدنا حين اعتدى علينا عالم الوحوش.
نبكيه.. نرثيه.. تتقطع حشاشة أرواحنا لرحيله لكننا والله لن نميل عن دربه وطريقه لو ذهبنا جميعًا فداءً كما ذهب. عظم الله أجر المسلمين الأحرار على رأسهم السيـ. د القائـ. د عبدالمـ. ـلك في هذا المصاب الجلل. 💔