بالأمس تذكرتك على حين غفلة
كُنت قد فقدت ذاكرتي مُنذ مدة طويلة، لا أعرف إن فقدتها أم الحنين لم يزورني لهُ مدة، رُبما كانت فترة اغماء لا أكثر، استراحة مُحارب في رقعة الغياب.
يقتلُ الغِياب فيِنا أكثر مِمَّا يَقتل
في البداية..
كتُبت على الجدار تاريخ اليوم الأول،ثُمَّ الثاني، فالثالث.....
أمَّا اليوم لا أعرف التواريخ ولا الروزنامات، ولاكم مرَّا يومًا ولا الساعات.
افقه شيئًا واحد فقط وهو حُبك.
حاولتُ الاعتذار لليالي القاسية، الباردة التي تتحالف مع الغِياب، لذكرياتي المؤذية رُغم حلاوتها، للآنين، للهِذيان الذي رافقني طيلة الآيام الخالية، لِقهوتي وجداري الذي أوخزته لأحفر فيه مثلما ينخرُ الشوق قلبي، وللنافذة التي تمنحني الحياة.
كُل الاعتذارات محاولات يائسة بائسة باتت بالفشل.
أحاول ضمَّ نفسي، أن أحتضنني وأربتُ على كتفي كمَا يفعلُ الاصدقاء، لكن بحجم الفقر هُنا تطوعت لروحي لأضمها.
ثمَّ فُراق أبدي، يُشبه الموتُ في حضوره، كلاهما يصيب صاحبه بعدوى "فقر اللقاء"
لكننا سنلتقي رُغمًا عن أنف الغياب
وتستبدل ضمائرنا بدلَ أنت وأنا لـ"نحن"
نحن هُنا..
نلتفُ خوفًا
ننكمش خوفًا
نموتُ ذِعرًا
من وباء الغياب.
#هبة_القاضي