إذا خصصت ساعة أو ساعتين كل يوم جمعة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وخلال هاتين الساعتين استخدمت صيغة "صلى الله عليه وسلم" فقد أتمكن من تكرارها حوالي ٢٠٠٠ مرة. أما إذا استخدمت الصيغة الإبراهيمية فقد تصل إلى ٣٠٠ أو ٤٠٠ مرة كحد أقصى. فما هو الأفضل في هذه الحالة؟
ج / الصلاة الإبراهيمية أفضل، ومائة منها قد تعدل مثلا مائة دولار في حين إن ألفا من صيغة غيرها قد تعدل ألف جنيه، هذا على جهة التقريب وما عند الله خير للأبرار..
أنت إذا صليتَ على نبيك ﷺ، فمعنى ذلك أثنى الله عليك بها عند الملأ الأعلى عشر مرات، وهذه نعمة كبيرة تدل على فضيلة الصلاة على النبي ﷺ، لا سيما في يوم الجمعة.
عندما نقرأ هذا الحديث لا يأتي في بالنا سوى الإحسان إلى الزوجة وغالبا ما يُستَعمل في هذا السياق فقط، ولكن قول النبي صلى الله عليه وسلم لفظة "الأهل" ليست مقتصرة على الزوجة فقط..
قال المُطَرِّزِي: "أهل الرجل امرأته وولده والذين في عياله ونفقته، وكذا كل أخ وأخت أو عم أو ابن عم أو صبي أجنبي يقوته في منزله"، وقال ابن باز: "أهله: زوجته، وأمه، وأبوه، وأولاده، كلهم أهله".
ومعلوم أن الشريعة عندما تخاطب الرجل بالخطاب فهو موجه إلى الرجال والنساء على حد سواء إلا ما اختص به جنس دون الآخر، قال النبي ﷺ: "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ".
قال الخطابي: وقوله: (إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) فيه من الفقه إثبات القياس، وإلحاق حكم النظير بالنظير، وأن الخطاب إذا ورد بلفظ الذكور كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها"، وقال ابن القيم:" فهو دليل على تساوي الشقيقين، وتشابه القرينين، وإعطاء أحدهما حكم الآخر ".
ما نريد قوله أن هذا الباب من الخير ليس موقوفا فقط على الرجل، فإحسانك أُخيتنا إلى أهلك: أبيك، أمك، أخيك، وأختك، من أعظم أبواب الخير وإعلاء درجات الخيرية، مسامحتك لصديقاتك وصفو قلبك تجاههن هي أولى بأن تكون لمن هم أدنى من ذلك.
مش طالما وقعت في جزء من الذنب يبقا خربت خلاص، لو قدرت توقف في أي لحظة من الذنب متتأخرش، من أرجى الأعمال الصالحة التي أحبها الله سبحانه وتعالى امتناع الرجل عن ابنة عمه وهو منها كموضع الرجل من أهله وهي أحب الناس إليه ففرج الله عنهم الصخرة في الغار جزاء عمله الصالح!
انت متخيل؟ لما امتنع عن الزنا في أشد اللحظات ضعفا كان هذا من أعظم الأعمال الصالحة، فإياك أن تيأس واللهُ ربنا.
يقول ابن رجب الحنبلي: من لطائف البلايا وفوائدها وحكمها؛ أنها توجب للعبد الرجوع بقلبه إلى الله عز وجل، والوقوف ببابه والتضرع له والاستكانة، وذلك من أعظم فوائد البلاء، وقد ذم الله من لا يستكين له عند الشدائد، قال الله تعالى: ﴿ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون﴾
وبقول ابن القيم: إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن؛ فإن ردَّه ذلك الابتلاء والامتحان إلى ربه، وجمعه عليه، وطرحه ببابه، فهو علامة سعادته وإرادة الخير به.
قال رسول الله ﷺ "لا يَزالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شابًّا في اثْنَتَيْنِ: في حُبِّ الدُّنْيا وطُولِ الأمَلِ". صحيح البخاري
يقول ابن حجر في فتح الباري: وفي الأمل سر لطيف؛ لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا، وإنما المذموم منه الاسترسال فيه وعدم الاستعداد لأمر الآخرة.
الإنسان المؤمن إذا أذنب - والعياذ بالله - ذنبا، نكت في قلبه نكتة سوداء، فإذا كان عاقلا ذكيا من الذين قال الله فيهم: ﴿إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون﴾ وأناب إلى الله وتاب إليه زال ذلك السواد، وصار قلبه صقيلا.