الذي يلفت الانتباه في قصيدة الخنساء هذه في أخيها صخر هي السجايا والصفات التي كان يتفاخر بها العرب، كالكرم، والشجاعة، وحُسن الخُلُق وغيرها، ومن أهمها ما ذكرته في البيت الأخير، فالعطف على اليتامى وفي الشتاء شيمة عظمى، وخصلة كبرى، فالشتاء بارد، والجوع فيه شديد، فكم من يتيم، ومسكين، وفقير، ومحتاج، ومتعفف، ولاجئ، وشريذ، لا دفءَ عندهم، ولا زاد، ولا متاع، بل وحتى الحيوانات في هذه الأيام تلجأ إلى دخول الأسقف، وفي المراكب والسيارات طلبًا للدفء، فلا تنْسَ أن تعطف في الشتاء، فالعطف فيه أحوج من غيره♥️♥️
البيت الثاني ملامِس للمشاعر كثيرًا، فحقيقةً لا يُغني بكاء ولا أسى على شخص نحبُّه وله في القلب مكانٌ ومنزِل، لذا حاولوا ألا تفقدوا أحدًا إلا والقلوب صافية، والنفوس متصالحة، الحياة قصيرة، والندم بعد رحيل الشخص لا يُغني♥️♥️.
مؤلم حينما تمرّ على أطلال شيء في يوم من الأيام كان يعني لك الكثير، حينما تمر تلك الذكريات، والصور التي رُبِطت بشعور في وقت من الأوقات، فمُزِجت بسرورٍ وفرحات، وآلامٍ ودمعات، وآهاتٍ وصيحات، وأصواتٍ لِضَحكَات، يختلط الشعور، وتتلعثم الكلمات، ولا يبقى حديثٌ سوى للدموع والعَبْرات💔.
صدق العلاقات يظهر وينجلي عند الشدائد بالتجاوز، والعفو، والصفح، وهذا الشيء قد خفِيَ على كثير من الأشخاص في علاقاتهم -للأسف-، وفَطن له ذلك الشاعر المُحِب حين قال: و تَذَكَّري عِنْدَ الخِصَامِ مَحَاسِنِي فَأنَا كَبَاقي النَّاسِ قَد أَتَعَثَّرُ!
أحيانًا لكثرة ما تسمع عن أحدهم من حديث صديق له، أو قريب، أو عابرِ سبيل؛ تحبّه لدرجة عالية، تشعر بأن الشخص المُتَحدث عنه جميل للغاية، مثالي، يستحق أن تسير معه، وتعرفه عن قرب، وتسمع منه ما أحببت فيه بسماعك عنه، نعمة والله أن يتحدث عنك أحدهم بشكل جميل، أو مبهر، غيرَ غالٍ في المدح، نعمة أن تكون أثرًا جميلًا♥️، وقد قال أحدهم في هذا: "ما كنتُ أعلمُ، والضمائرُ تنطقُ أنّ المسامعَ كالنواظرِ تعشقُ
حتى سمعتُ بذكركم، فهويتكم وكذاكَ أسبابُ المَحبّةِ تَعلَقُ"