.
"ادعُ الله وقلَّة الحيلة شعارُك، والافتقار دثارُك، وكأنَّك فقدتَ كلَّ شيء، وكل النَّاس جفوك، ولم تجد حولك صاحبًا ولا ناصحًا، والحلول منكَ قد ضاعت، والأسباب قد غابت، وكأنك ذاكَ المسكين الذي يحتاج لقوتِ يومه، وذاكَ العليل المتلهّف لمادة حيويّته.. وذاكَ الذي انقطعت به السبل أثناء سفره في شدّة عتمةِ الليل والمكان من حوله قفار!
ادعه بعينِ الحُرقة والحَيرة اللتين تستهلّ بهما شكواكَ إلى من تظنّه يفهمك من البشر، استنهض روحك واجمع قلبك، وادعُ الله جل جلاله وكأنكَ قد عميتَ عن الدنيا برمّتها إلا قبلةَ بيته ووجهةَ الدّعاء؛ فثمَّ الغوث والكفاية"