View in Telegram
منذ أشهرٍ ليست بالبعيدة .. كنتُ أواظبُ على قيام اللّيل، أصحو قبل عائلتي، أناجي ربي، أدعوه بجلّ الأماني التي أودعها في صدري، وبعضاً مما أردتهُ وأسأله التوفيق واليُسر والإعانة علىٰ مشقات الطريق، و ألّا تضلّ وجهتي، أو تتوه خُطاي.. وفي يومٍ لا أذكُره، يشهدُ اللّه أنّه ماكانت نيّتي الرّياء، ولا مُباهاةً في العمل، سألتني إحداهنّ عن سبب التّوفيق الذي أنا به، وسبب النّور الذي حلّ في وجهي، وسبب رِضاي ومحاولاتي في نيل رضَا الله، أبتغي في ذلك وجهه الكريم، لا مرضَاة خلقه. فأجبتها، وأخبرتُ كثيراتٍ من بابِ النّصح والإعانة وإرشادٍ لطريقٍ يتقاعسُ عن سلكه كثير، ويجهلُ خيراته وبركته كثر، وتشجيعاً علىٰ قلّة الهجوع في اللّيل، و الاستغفار بالأسحار. ومنذ ذلك اليوم، فقدتُ إعانة اللّه على إيقاظي، أجزمُ أنه كان يصطَفيني لمناجاته، وكنتُ أفعل حبّاً و تضرعاً قبل كلّ شيء، ولكن لسبب لستُ أعرفه ماعدتُ أقوىٰ على النّهوض، لستُ واثقةً من عدم خوضِي في ذنب أو ارتكاب معصية لكنّني متيقّنة من جهادي في عدم الخوض في هذا الباب، وجهدي في ألّا أقعَ في ذنبٍ يفسد عليّ طاعتي، ورجائي في الفردوس الأعلىٰ. ولكنّه الجهر بالعبادات، يفسدُ على المرء جهاده، فيُخفِق في أداء ما اصطُفي إليه، لأنّ العين حقّ، وكثيرٌ ممّن لا يوفّق، يحسدُ الموفّق دون إدراكٍ منه، أو تعمّد لذلك، أو حتى بُغضاً وكراهية. لذلك قرّرت عازمةً، ألا أخبر أحداً عن عباداتي، لا صلاتِي، ولا قيامي، ولا ذكري، ولا كمُّ حفظي، ولا مقدارُ وردِي، مُستعينة علىٰ سرّ صلاحِي بصلاحِ سرّي. لثلاثة أسباب : - أولهما خوفاً من الرّياء. - وثانيهما بطلان العمل والحرمان منه. - وثالثهما ألا أقع في تزكية النّفس أو إدلالٍ بالعمل : « فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقىٰ». لذلك، نصيحتي لنفسي أولاً، ثمّ لكم، لا تخبروا أحداً عن سريرتكم، ولا تحدّثوا عن سبب الصّلاح، فنحن مقصّرون في عبادته مهما اجتهدنا، قولوا : هذا اصطفاء الله وإعانةٌ منه، بلُطفه لا بعلمنا ولا بعملنا. ولكلٍّ رأيه وهذا رأيي والسّلام. - أسماء محيسن
Telegram Center
Telegram Center
Channel