إنِّي وقفتُ ببابِ الدَّارِ أسألُها عن الحبيبِ الذي قد كانَ لِي فيها فما وجدتُ بها طيفاً يُكلِّمُني سِوَى نواحِ حمامٍ في أعاليها يَا دارُ أينَ أحبَّائي؟ لقَد رحلُوا ويا تُرى أيَّ أرضٍ خيَّموا فيها؟
فقلت لها : هذه القافلة من لك فيها ..؟ فقالت : « الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا »
يقول : فعلمت أن لها أولاد فقلت : وما شأنهم في الحج .. ؟ قالت : « وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ »
يقول : فعلمت أنهم أدلاء على الركب ، فقصدت بها القباب والعمارات ،
وقلت لها : هذه القباب من لك فيها ... ؟ قالت : « وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا »، «وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا» ، « يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ »
يقول : فناديت : يا إبراهيم، يا موسى، يا يحيى ،
فإذا بثلاثة من الشباب أقبلوا علي ولما استقر بهم الجلوس ، قالت: « بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ »
يقال أن الشاعر امرء القيس، حين نظم معلقته ووصل الى البيت الذي يصف فيه حصانه قائلا: مكرّ مفرّ مقبلٍ مدبرٍ معاً،،
صعب عليه اكمال الشطر الثاني وبقي عاجزا عن اتمامه الى ان صادف فتاة عربية عند منحدر شديد وفي المنحدر صخرة كبيرة سأل الفتاة عن تلك الصخرة فجاوبته : انها جلمود صخر حطّه السيل من علٍ،، فحياها وقال لقد وجدته فأكمل البيت فصار:
يُروى أن عالماً من علماء اللغة في العصر العبّاسي سأل طالباً في مجلسه: ما اسمك؟ فأراد الطالب أن يختبر الشيخ ويستعرض بعلمه عليه: اسمي يا شيخ هو آخر اسمٍ في سورة البروج. فقال الشيخ: اسمك لوح؟ سارع الطالب بالردّ: بل محفوظ يا شيخ.. (في لوحٍ محفوظ). فقال الشيخ: محفوظ صفة وليست اسم.. يالوح!!
دَخلَ أبو العَتاهية على الخليفةِ هارونَ الرشيد حينَ بَنىٰ قَصرَهُ، وزَخرَفَ مَجلِسَهُ، واجتمعَ إليه خَواصُّه .
فقال الخليفة لأبي العتاهية : صِفْ لنا ما نَحنُ فيه مِن الدنيا !
فقال : عِشْ ما بدا لك آمناً في ظلّ شاهِقَةِ القُصورِ
فقال الرشيد : أحسنت، ثم ماذا ؟!
فقال : يُسعىٰ إليكَ بما اشتهيتَ لدىٰ الرواحِ وفي البُكور
فقال : حسن، ثم ماذا ؟!
فقال : فإذا النفوسُ تقعقعت في ضيقِ حَشرَجَةِ الصدور
فهُنـاك تَعـلــمُ مُـوقِنــاً ما كُنتَ إلاّ في غُـــرور
فبكىٰ الرشيدُ بكاء شديداً حتىٰ رُحِم !! فقال له الفضل بن يحيىٰ : بَعثَ إليكَ أميرُ المؤمنين لِتَسُرَّه فأحزَنتَه ! فقال له الرشيد : دَعهُ فإنه رآنا في عَمىً فَكَرِهَ أنْ يزيدَنا عمىً ..!!