أبيات فُصحَى و مَآرِبُ أُخْرَى

شَوْقٌ يَرُوحُ مَعَ الزَّمَانِ وَيَغْتَدِي
وَالشَّوْقُ، إِنْ جَدَّدْتَهُ يَتَجَدَّدِ

دَعْ عَنْكَ نُصْحِي بِالتَّبَلُّدِ سَاعَةً
يَا صَاحِ، قَدْ ذَهَبَ الْأَسَى بِتَبَلُّدِي

مَا زَادَ فِي أَسَفِ الْحَزِينِ وَشَجْوِهِ
شَيْءٌ كَقَولِكَ لِلْحَزِينِ تَجَلَّدِ.

- إيليا ابو ماضي.

مُحَالٌ أنْ تَعِيش بغيْر همّ
‏ودارُ الهمِّ أنتَ بهَا مُقِيمٌ!

‏لا تَلتَمِس مِن مَساوي الناس ما سَتَروا
‏فَيهتِكَ اللَهُ سَتراً عَن مَساويكا
‏وَاِذكُر مَحاسِنَ ما فيهِم إِذا ذُكِروا
‏وَلا تَعِب أَحَداً مِنهُم بِما فيكا

أتينَاكَ بِالفقرِ يَا ذَا الغِنَى
‏وأنتَ الذي لمْ تزَل مُحسنًا

كانت العرب تستدفئ بالنساء في الشتاء
قال الشاعر

‏وإذا الشتاءُ أتى يُجَرْجِرُ ذيلَه
‏ والليلُ ينفثُ بَردَهُ ويجوبُ

‏فاهرع إلى ذات الدلالِ وضُمَّها
‏ فهناك بالحُضْنِ الحَنونِ تذوبُ

وفِي العتابِ وصالٌ كنتُ أجهلهُ
وفِي الوصالِ عتابٌ كنتُ أُخفيهِ

وللعيون متاهاتٌ متى ندبتْ
شوقاً أقلّتْ سحاباً حيث تسقيهِ

وأشجعُ الحبِّ أنْ تحيا فتكتمهُ
وأعدل الشوق ما تسعى لتُبديهِ

‏فَإِنْ جَلَّ هَذا الأَمرُ فَاللَهُ فَوقَهُ
‏وَإِنْ عَظُمَ المَطلوبُ فَاللَهُ أَعظَمُ

اللهُ عوّدنا بعد العسرِ ميسرةً
‏تسقي فؤادًا ظما من شدّة الألمِ

أُشَبِّهُها بالياسَمِين، وإنَّما
‏أرىٰ قلبَها أنقىٰ، وأنفاسَها أزكىٰ

وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ
أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ

‏فلو أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوقًا
وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ؟

ــ ابن زيدون

وأموتُ مِن فرطِ اشتِياقي تارَةً
وأعيشُ لكنْ لستُ أعلمُ ما بِيا

هل أنتَ مشتاقٌ إلي؟ تُحِبُّني؟
أَم لستَ مشتاقاً ولستَ مُباليا

يَسْرِي حَنِينِي فِي المَسَاءِ كَأَنَّهُ
نَجْمٌ يُنَادِي فِي الدُّجَى حَبِيبَهُ

لَيْلُ الفِرَاقِ يَطُولُ فِي أَوْصَالِنَا
وَالْقَلْبُ يَشْكُو مِنْ جِراحِ نَصِيبَهُ

- مصطفىٰ كامل.

إِلا لِلَّهِ أَنتَ فَتىً وَكَهلاً
تَلوحُ عَلى مَفارِقِهِ الذُنوبُ

هُوَ المَوتُ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ
فَلا تَلعَب بِكَ الأَمَلُ الكَذوبُ

أبو العتاهية

تمر أيام ثقيلة على روحِ الإنسان، يَصعب عليهِ قول كلمة واحدة، يرى كل أبواب الدُنيا مُغلقة أمامه، لا يعرف الوِجهة التي يُريدها، حتى يقول:
" رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْر، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي. "
تهون على المرء شدائدهِ، إنّه لطيف يقضي الهموم بقدرتهِ.

_شذى حبيب .

وَبَحَثتُ عَنْ سِرِّ السَّعَادَةِ جَاهِدَاً
فَوَجَدتُّ هَذَا السِّرَ فِي تَقْوَاكَا

فَليَرضْ عَنِّي النَّاسُ أَو فَليَسخَطُوا
أَنَا لَمْ أَعُدْ أَسعَى لِغَيرِ رِضَاكَا

يا نازِلينَ عَلى الحِمى وَدِيارِهِ
هَلّا رَأَيتُم في الدِيارِ تَقَلقُلي

قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى
وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي

لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

- عنترة ابن شداد

اجتَهِد أنْ تَتُوب قَبل أن تَمُوت، فمَا أعسَر خَلاص مَن لقيَّ الله مُصِرَّا على ذَنبهِ.

- ابنُ الجوزي رَحمهُ الله

‏قلبُكَ يستحقُ أن تتعب من أجله، ومَن استعجل فضمَّ إلى قلبِهِ مَن لم يكن مِن روحِهِ ونفسِهِ خُذِلَ في سعادتِهِ؛ فإن
مُساكنة الضدّ شقاء الأبد!

وقد قال الشاعر، فصدق:

أنتَ القتيلُ بِكُلِّ مَنْ أحببتَهُ
فاخترْ لنفسِكَ في الهوى مَن تصطفي!

-وجدان العَليّ.