للأنثى ضعفها الذي يمدها بجمالٍ آسر يجعل منها مهاد السكينة والروح والحياة، إذا نعمت بأنوثتها التي فطرت عليها، وأوت إلى من يفقه هذه الأبجدية الأنثوية، فلا يجعل منها نقشًا مُعقَّدًا في معبد الشقاء، وينحتها نحتًا بسلوكه المسماري الصلد!
وما مُسِخَت الحياة بمثل غياب نبل الرجل ومروءته، فتكون مساحة الحياة في عين المرأة هي هي مساحة التابوت يحيط جسد الميت، وإن طَعِمَتْ وشَرِبَتْ وكان منها الولد!
نحتاج إلى تلك النفوس الكبيرة التي تحتوي هذا الضعف، وترتفع عن الأخطاء العابرة، وتغضي عن نزق المسكينة التي تحب أن تتنفس ولو ببعض التحامق؛ لتعلم أين هي من هذا الذي وُضِعَتْ في ظله! فلم لا يكون مرتفعا بخلقه حتى يصل إلى حسن ظنها فيه يوم قبلت به شريكا في هذه الحياة؟!
كم يفرحني قول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما بفقهه ونافذ بصيرته: ما أحب أن استنظف(يعني أستوعب) جميع حقي عليها؛ لأن الله تعالى ذكره يقول:" وللرجال عليهن درجة".
ولقد أعلم أن هنالك من يكره من هي في كنفه، ويغضي عن ذلك، متعاملا بالفضل والإحسان على خير ما يطيق، رفعةً بنفسه، وارتفاعا إلى حسن ظن الذي أسلمه ابنته فيه.
وددت أن أعلم: ما الجمال في أن يكون المرء دنيئا خسيس الخلق، يتعشق الغدر، ويتلذذ بالأذى كأنه نعت أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله؟!
وهنالك قباحة ذاك الذي يتوكأ على ضعف الأنثى جاءت تشكو إليه، أو تطلب منه النصح، فيضحك عليها بخيالاته، ويستنزف دمعها في كأسه الدنسةِ خمرًا تروي روحه الآسنة، لا يبالي بها، ولا بآلامها، حتى صار كالدهشة أن تجد نبيلا شريف النفس سامي المعدن!