ثمّة سببٌ واضحٌ لتفضيلي إيّاها عن من سواها.. هو - البرود - إنّها فتاة مُنطفئة العينين، هل تدرك أي جاذبية تحملها فتاة ذات عينين لامُباليتين بمُفاجأت الحياة البتة!
النضج الذي ارتديه لم تلبسني إياه الأيام الهادئة، لقد نسجته من تجارب قاسية، وأخرى كادت لتكون القاضية، وهذا الهدوء الذي يعلو ملامحي وأفكاري، قد سبقه اندفاع كلفني الكثير من حياتي. وقبل أن أقف بشموخ هكذا، كنت قد تأرجحت وسقطت مرات متتالية، كل خيط في هذا الثوب قد دفعت ثمنه، بعضٌ مني. فالحمد لله على هذه التجارب كلّها فإنّها صيقل الأحرار.
سأقول للشمس: ها أنا ذا أشرقُ مثلكِ لا يحجبُ ضوئي غيمةٌ ولا نافذة.
سأمشي بعكس اتجاه الرّيح وأصنع شراعي بنفسي لنفسي. ولأجل عين من أحب لأقول في آخر عمري: قد كنتُ فخورةً بما أنجزت؛ لأنني صنعتُ الطريق ضوء الطّريق .. ومجد الطريق.
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء! تلبسُ فوق دمائي ثياباً مطرَّزَةً بالقصب؟ إنّها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكنّ خلفك عار العرب لا تُصالحْ.. و لا تتوخَّ الهرب!