أما بينك وبينَ الله، صل بالليل، عبادةَ إخلاص ومناجاة صدق في مقام الصفاء، ترسيخاً لمعنى الذكر في فؤادك، وهي هي سندك فيما تبدي مِنْ تخلق، فالأخلاقُ لا قيمة لها إذا لم يكنْ منشؤها إيماني، أما محض مجاملات، [فهذه] أخلاق التجار وليس أخلاق الأبرار. ولذلك، نجدُ في القرآن: (وَعِبادُ الرَّحْمن الذينَ يَمْشونَ عَلى الأَرْضِ هَوْناً) فبدأ بالثمرات تواضعاً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً، فلم يقابلوه بنفس الجهل، فللمُوافق تواضع وللمفارق المخالف سَلام.
شيخنا سيدي المصطفى البحياوي حفظه الله