سؤال اللقاء الأول
سؤال الإيناس والتودد، وكسر الوحشة، وجلب طيب الحديث.. وهذا من خير ما يُفعل وأجمله وأحلاه..
وخير جليس من يحسنه!
وسؤال فضول وتفاصيل؛ قد تحرج المسؤول خاصة إذا كان في المجلس جماعة؛ فينبغي للعاقل تجنبها.
ومما يقع المبادرة بالسؤال عن العمل -وهو خَلف- ويفتح باب سوء الظن؛ بأن السؤال للتقرب ممن ترجى منفعته.
وقد يقع شيء من ذلك وغيره؛ عفوا وانسياقا مع ما جرى من الحديث بلا قصد لشيء، فالتغافل هو المقدم في ذلك كله.
وفي اللقاء الأول تتلاقى الأرواح؛ فترتاح لبعض وتأنس، أو تتناكر فتنفر..
فكن على سجيتك ولا تتكلف..
فكم من كريم قد ارتاح لمثله، ونفر عن مثله!
ومن أحسن ما يذكر هنا قول علي بن أيبك:
مليح قام يجذب غصن بان ... فمال الغصن منعطفاً عليه
وميل الغصن نحو أخيه طبع ... وشبه الشيء منجذب إليه.